وساوس وأفكار سلبية تحول بيني وبين الاستمتاع بالحياة، فما الحل؟
2012-02-28 11:09:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ترددت قبل ما أكتب عن حالتي، ولكن مع قراءة أجوبتكم شعرت بثقة أني ممكن أن أجد الجواب عندكم.
بعد تخرجي من الثانوية بدأت في أخذ دورات عن البرمجة العصبية، وقانون الجذب وللأسف أصبحت أستخدم هذا العلم في جذب كل فكرة سلبية مع قلق شديد في أنها ستتحقق: كمثال كثرة دعايات، مرض سرطان الثدي الذي سيطر علي، وأصبحت أفكر بأني سأصاب بهذا المرض الخبيث مع القلق والتوتر والبكاء أحيانا.
بعد فتره تمت خطبتي، وفي وقت من الأوقات تعلمت عن خطوط اليد، وما ترمز إليها، وعندما رأيت خطوط يد خطيبي تبين أن لديه ثلاثة خطوط بمعنى أنه سيتزوج ثلاث مرات، طبعا ثقتي بالله كبيرة، ولكن هذا التفكير دمر حياتي معه، وانفصلنا والآن سنعود مره أخرى، لكن الهاجس ما زال يراودني، ولكن سرعان ما أنهيته من مخيلتي، وأيضا عندي مشكله أنني أشك بخطيبي، مع العلم أنه جداً يحبني، وعمره لم يقم بشيء يجعلني أشك به، وأيضا أفكر بأنه ممكن أن يخونني بعد الزواج، أو يتعرف على غيري مثل ما تعرف علي عن طريق النت، وأنا فعلا أحبه ولا أريد تركه لمجرد وساوس.
أرجوكم أفيدوني بحل أو جرعة دواء تزيل التفكير السلبي والقلق والشك، وأيضا أريد أن أنبه أنني غير اجتماعيه، فقط أحب أن أخرج مع أهلي، ولا أقبل الخروج مع غيرهم كصديقات، وأرتبك عندما أتحدث لصديقاتي بالهاتف، وأيضا أشعر يتلعثم بسيط عندما أتكلم بموضوع مع أي شخص حتى الأهل، وحتى خطيبي وأخواتي تعبت من هذه الأحاسيس، وأيضا دائماً أشعر بضعف بالشخصية، ولكني أتجاهله، أرجوكم أفيدوني بموضوع القلق والأفكار السلبية، وكيف ممكن أعالج نفسي من كل هذه الوساوس التي جعلتني لا أستمتع بحياتي؟
وهل يفيدني إذا قمت بأخذ أحد هذه الأدوية (لسترال أو فلوكستين) التي وصفتموها مسبقا لمًرتادي الموقع؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنشكرك على تواصلك مع إسلام ويب وعلى ثقتك في هذا الموقع، وأقول لك بالفعل الذي تعانين منه هو حالة قلقية وسواسية، ربما يكون اطلاعك وإلمامك وحضورك دورات البرمجة العصبية، وقانون الجذب قد ساهم في بناء أفكار لديك تفسرين من خلالها الظواهر السلوكية الخاصة بك، وهذا يعرف عنه أنه قد يزيد من القلق والوساوس، كما أن موضوع خطوط اليد وما ترمز إليه هي إضافة سلبية أخرى جعلتك لا تحسنين الظن في خطيبك وأنه سوف يتزوج بثلاث، هذا الكلام لا دليل له وليس هنالك ما يثبته من ثوابت علمية رصينة، هي أمور شاعت بين الناس، وبما أن الإنسان فضولي بطبعه وجدت هذه الأفكار وهذه الممارسات رواجًا وسط الكثير من الناس.
أيتها الفاضلة الكريمة: الوسواس والأفكار والأفعال التي ليس لها ثوابت علمية تُعالج من خلال التجاهل والتحقير، فكل فكرة ترتاداك حول خطيبك أرجو أن تحقيرها، لأنها من الواضح أنها أفكار سخيفة تفرض نفسها عليك وتسبب لك عدم الارتياح.
أنت أيضًا محتاجة لأن تصرفي انتباهك إلى ما هو مفيد وذلك من خلال حسن إدارة الوقت، وحسن إدارة الوقت يبني لدى الإنسان الفكر الإيجابي ويخلصه من الفكر السلبي، ولا يمكن للإنسان أن يحسن إدارة وقته إلا إذا ألزم نفسه بجداول يومية لأفعال وأعمال وأنشطة يجب أن يطبقها، وخير وسيلة لإدارة الوقت هي أن نأخذ الصلوات الخمس كركائز، نحدد النشاط الذي سوف نقوم به قبل الصلاة وبعد الصلاة، هذه طريقة مفيدة جدًّا، وقد أتاني من نصحناهم بهذه الطريقة (إدارة الوقت) بأنهم قد استفادوا من ذلك كثيرًا.
فأتمنى أن تفعلي حياتك من خلال حسن إدارة الوقت، وطبقي تطبيقات عملية، هذا يبعدك عن التفكير السلبي، لأن التفكير السلبي أصلاً هو قائم على المشاعر السلبية، وليس على ما ينجزه الإنسان من فعل، حين ننجز حين نكون فعالين نحس بالرضى الداخلي والرضا الداخلي هو الداعم الرئيسي للنفس البشرية من أجل النجاح.
من المهم أيضًا أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للوساوس والقلق والتوتر، والحمد لله تعالى أنت لديك اطلاعات وإلمام حول هذا الأمر. أنا أرى أن عقار (فلوكستين) والذي يعرف تجاريًا باسم (برزواك) سيكون الأفضل لك نسبة لفعاليته، ونقائه، وقلة آثاره الجانبية، وأنه لا يسبب الإدمان، ولا يسبب النعاس أبدًا، كما أنه لا يؤثر على الهرمونات النسائية.
حتى تجني فائدة العلاج ضروري جدًّا أن تلتزمي بالجرعة في وقتها، كما أن المدة الزمنية المحددة للعلاج ضروري الالتزام بها.
ابدئي في تناول (البروزاك) بجرعة كبسولة واحدة في اليوم – أي عشرين مليجرامًا – تناولي الجرعة بعد الأكل، واستمري عليها لمدة شهر، بعد ذلك ارفعيها إلى كبسولتين في اليوم، يمكن تناولها بمعدل كبسولة في الصباح، وكبسولة في المساء، أو تكون جرعة واحدة في اليوم، يتم تناولها مساءً.
عمومًا أيًّا كانت طريقة التناول التي سوف تختارينها يجب أن يكون هنالك التزامًا بالجرعة كما ذكرت، والمدة المطلوبة على هذه الجرعة العلاجية هي ثلاثة أشهر، بعدها تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك اجعليها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أسأل الله تعالى لك العافية، وأسأله أن تزول عنك هذه الوساوس، وأن تعيشي حياة طيبة، وأن تكتمل الخطبة ويتم الزواج وأن تلتقي مع زوجك على الخير والبركة.