ما هو أفضل دواء للعلاج من الهلع والوساوس؟
2012-02-29 08:00:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً كثيراً على ما تقدمونه في خدمة المسلمين.
سؤالي للدكتور الفاضل محمد عبد العليم بارك الله فيه.
جاءتني نوبات هلع متفرقة، ولكن جاء بعدها وسواس رهيب ومخيف، جعلني أعتزل الناس ولا أخرج من غرفتي، وهذا الوسواس هو وسواس الموت، جعلني لا أهنأ بحياتي أبداً!
أقسم بالله تعبت جداً، أصبحت أخاف من النوم، ولكن هل تكون نوبات الهلع ناتجة عن أشياء تعرضت لها قبل شهرين تقريباً؟
أخي الأصغر عمل حادثاً بسيارتي، ونجا منه، ولله الحمد، ولكنه دهس أحد الناس وتوفي رحمه الله تعالى جراء الدهس، وعندما حصل هذا الشيء كان مخيفاً عندي الموقف، وجاء اتصال لأخي الصغير وأخبره بالحادثة التي حدثت له، وأنا كنت أسمع ولا أعلم ما يحدث، وخفت جداً، وعندما ذهبنا له كان الموقف رهيباً من اجتماع الناس وتواجد الجهات الأمنية بكثافة .
بعدها بشهر تقريباً أتتني نوبة الهلع والوسواس، وذهبت للدكتور النفسي، ووصف لي (فافرين وليريكا)، وتوقفت عن الليريكا وارتحت للفافرين جداً -ولله الحمد- ووصف لي المرة الأخرى فافرين وانافرانيل ولكني خفت من الانافرانيل لآثاره الجانبية التي لا أطيقها، واستمريت على الفافرين فقط بجرعة 100 مج، مرتين باليوم.
الحمد لله، أشعر براحة كبيرة معه، وأريد أن أعرف هل أستمر على الجرعة أم أخفضها أم أرفعها؟ وما هي المدة المقترحة لأخذ الدواء؟
وبارك الله فيكم ورزقكم بر والديكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المحايد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
أخي: الحالة التي تنتابك هي حالة قلق ومخاوف ووساوس، تخللتها نوبة هرع، وهي كلها موجودة في بوتقة واحدة، نحن نتكلم عن جزئيات مختلفة لعلة واحدة، العلة هي القلق النفسي.
أما الجزئيات فهي نوبة الهلع الرهاب الوساوس والمخاوف العامة، هذا يجب أن يكون مطمئناً لك، ولا أعتقد أنك تعاني من حالات نفسية متعددة، الحدث الذي حدث لك لاشك أنه ليس بالصغير، وهو حدث كبير جداً في الحياة، خاصة أن وفاة إنسان بهذه الطريقة قضية مؤثرة، ولا شك في ذلك، نسأل الله تعالى الرحمة للمتوفى.
هذا الحدث وتواجد أخيك في قلبه ووسطه، أو هو جزء من الحادث، لاشك أن ذلك كان رابطاً نفسياً أثار لديك نوبات الخوف والقلق، والخوف من الموت هو من صميم المخاوف التي نشاهدها كثيراً، خاصة حين تعقب حوادث السيارات وما شابه ذلك.
أنت الحمد لله تعالى، تتناول العلاج، وهنالك تقدم واضح في حالتك، هذا التحسن هو من فضل الله تعالى ثم من التزامك بتناول الدواء والفافرين وهو من أفضل الأدوية ذات الفعالية المتميزة في علاج الوساوس، وقلق المخاوف.
أنا أقول لك أيها الفاضل الكريم استمر عليه بنفس هذه الجرعة، أي (200) مليجراماً في اليوم، وذلك لمدة شهرين على الأقل، ثم اجعلها (150) مليجراماً يومياً لمدة شهرين آخرين، ثم (100) مليجراماً يومياً ثلاثة أشهر، ثم (50) مليجراماً يومياً لمدة شهر ثم (50) مليجراماً يوماً بعد يوم لمدة شهر.
هذا المنهج المعقول جداً للتعامل مع الفافرين، والأدوية المشابهة، والجرعة العلاجية، وهي التي تتناولها الآن أدت دورها، ولكن لابد أن ندعم هذا التحسن من خلال زيادة في فترة العلاج، لأن الأبحاث جميعها أثبتت أن الإنسان إذا استمر في العلاج لفترة أطول بعد ظهور بوارد التحسن هنا تكون احتمالية الانتكاسة ضعيفة جداً، بعد أن تنتهي من الجرعة العلاجية تنتقل إلى الجرعة الوقائية، ثم التدرج التدريجي للتوقف من الدواء، ومن فضل الله تعالى الفافرين دواء سليم جداً.
أريدك بالطبع أن تحرص أيضاً على السلوكيات العلاجية الأخرى، ومنها اقتحام فكرة الخوف وتحقيرها، وأنت تتواصل اجتماعياً، وتتطبق تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جداً، وبها تتطور على المستوى المهني والاجتماعي، وهذا كله سوف يعود عليك بالخير.
أخي الكريم: بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأشكرك على كلماتك الطبيبة، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، ويهدينا لأقومها وأفضلها .
وبالله التوفيق والسداد.