أمي تجرحني في كلامها مما سبب لي رهابًا فكيف أتخلص منه؟
2012-02-02 09:15:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أنا فتاه أبلغ من العمر 21 سنة، أمي كانت تضربني في الصغر، وتعقَّدت منها، وهي الآن تجرحني وتحرجني أمام الآخرين بكلامها, وأنا لا أستطيع الرد عليها؛ لأني أصبحت خجولة من معاملتها لي في الصغر.
كيف أتخلص من هذه العقدة النفسية؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ألماس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرًا لك على السؤال.
كثير ما نكون نحن الناس أسرى لطفولتنا، وما مرّ بنا خلال تلك المرحلة الهامة من التأسيس والتكوين، وخاصة فيما يتعلق بطريقة تعامل الوالدين معنا, كما حصل معك في معاملة أمك لك, ومما سببته لك من الضرب والإحراج أمام الآخرين، وتجدين نفسك الآن خجولة, ولا تستطيعين الردّ عليها، وربما تكون هناك نتائج غير هذا من جرّاء المعاملة من والدتك، وبسبب هذه النوعية من العلاقة معها، ومما يدركه الكثيرون من الأهمية الكبرى لعلاقة البنت بأمها خاصة، حيث إن على البنت أن تتماهى مع شخصية أمها، ولاشك أن سوء المعاملة من قبل الأم يجعل عملية التماهي هذه في غاية التعقيد.
وبعد ذكر كل هذا، فما العمل الآن؟
ما تمّ قد تمّ, وأصبح تاريخًا الآن، وصحيح أني قلت أعلاه إننا نصبح أسرى طفولتنا، إلا أن هذا لا يعني أننا لا نستطيع تحرير أنفسنا، وفك الأسر من حولنا.
لقد بدأت أنت الخطوات الأولى على طريق تحرير نفسك من هذا الأسر، فأولًا في مراجعة مرحلة طفولتك، ومراجعة طبيعة علاقتك بأمك، ومن ثم إدراكك إلى أن هذه المعاملة كانت معاملة خاطئة، وثالثًا بالسعي لإيجاد الحلول، وكتابتك إلينا بهذا السؤال هو جزء من هذا السعي للإصلاح والتغيير.
لاحظت أنك في 21 من العمر، وهذا يعني أن لديك الكثير من الوقت على طريق التحرير هذا، وطريق الإصلاح والتغيير.
انفتحي على الدنيا, وما تتيحه لك من فرص التعرف على أناس طيبين, يحسنون التعامل معك، ويعززون ثقتك بنفسك، سواء كانوا من الأقرباء أو الصديقات، أو ممن تتعاملين معهم في حياتك الطبيعية؛ فكل هذه المعاملة الحسنة من شأنها أن ترمم ما حصل من الجرح والحرج الذي عشته في طفولتك.
ولاشك أن تقدمك ونجاحك في حياتك المهنية, وعملك, أو دراستك، كل هذا التقدم والنجاح من شأنه أن يعطيك القوة, ليس فقط لتجاوز ما قد حدث في الماضي، وإنما أيضًا ليجعلك أجرأ على الردّ على الآخرين، وعلى أن تصبحي أجرأ في قول رأيك وسط الناس، من غير حرج أو تردد، وإن كان هذا قد لا يحدث فجأة، ولابد من التحلي بالصبر المطلوب.
وفي مرحلة من المراحل المستقبلية، ولا أقول الآن، مما يعينك على تجاوز الماضي، أن تصلي لمرحلة تستطيعين فيها مسامحة أمك في الطريقة التي تعاملت فيها معك، ولكني أكرر هنا أن هذا ليس الآن، وإنما عندما تجدين من نفسك قوة وعزيمة على هذا، فمن شأن هذا التسامح أن يمحو الكثير مما تراكم عبر السنين.
ابحثي عن هوايات مفيدة لك تستمتعين بها، وارفقي بنفسك، والله يرعاك ويحفظك.
ولا ننسى أن ننبهك إلى ضرورة بر الأم مهما فعلت؛ فحقها عليك كبير, ولا تخفى عليك الآيات الكثيرة في هذا الموضوع, ولا ينبغي على أحد أن يرد على والديه إلا بالمعروف, قال تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا (23) واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا (24))
وبالله التوفيق.