النوم الثقيل... وكيفية المحافظة على صلاة الفجر
2011-11-14 13:01:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف يمكنني أن أحافظ على صلاة الفجر؟
أنا دائما أستعين بالمنبه, وما يحدث غالبا أني أطفئ المنبه دون شعور وأعود للنوم, وفي المرات القليلة التي أستيقظ فيها أظل أشعر ساعات طويلة بالنعاس, والصداع, وثقل الرأس، فبماذا تنصحونني؟ ولماذا عند السجود أحس كأن ثقل جسدي كله اجتمع في جبهتي، ولا يكون هناك أي ضغط على أصابع الأقدام؟ هل أنا أسجد بطريقة خاطئة؟ وما هي الطريقة الصحيحة للسجود؟
ولي إضافة ربما تكون غريبة! لكنني كل يوم بالفترة الأخيرة أشعر بالضيق قبيل صلاة المغرب حتى أذان العشاء, حتى أني أشعر بالضيق من صلاة المغرب, وبالاستياء, وأحيانا يراودني هذا الشعور مع شروق الشمس أو بعدها بقليل, ولا أدري, حتى أنني أشعر وكأن جبلا يربض على صدري, فما سبب هذا الشعور؟ وماذا علي أن أفعل؟ وهل ما يحدث لي مجرد صدفة أم يوجد له تفسير شرعي أو علمي؟
جزاكم الله عنا خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن كثرة النوم وثقله ربما تكون ناتجة من اضطراب عام في الصحة النومية، وذلك من خلال عدم تثبيت وقت النوم ليلاً أو قد يكون ناتجًا من وجود نوع معين من الاكتئاب النفسي، وهنالك بعض الأمراض الجسدية مثل: ضعف إفراز هرمون الغدة الدرقية، والذي يمكن أن يؤدي إلى زيادة في النوم, والشعور بالتكاسل, وافتقاد الهمة, والقدرة الجسدية, والنفسية, والدافعية.
الإضافة التي أضفتها كانت مهمة لتساعدنا في التشخيص، فمن الواضح أن لديك أعراضا نفسية تتمثل في الضيق, والشعور به، وتتمثل في افتقاد الدافعية، وهذه كلها أعراض اكتئابية.
فنشخص حالتك بما يسمى وجود القلق الاكتئابي البسيط، هنالك أعراض قلقية زائد أعراض اكتئابية بسيطة.
العلاج:
أولاً :أريدك أن تقومي بإجراء فحوصات عامة للتأكد من نسبة الدم، وكذلك مستوى هرمون الغدة الدرقية, فإذا كان طبيعيًا فهذا هو المقصود، وإن كان هنالك أي عجز في إفراز الغدة فالعلاج سهل جدًّا, عليك التواصل مع طبيب الغدد ليقوم بإعطائك الهرمون التعويضي.
احتمال وجود عجز في الغدة الدرقية هو احتمال ضعيف جدًّا، لكن حرصًا منا على أن تكون النصائح الطبية شاملة ننصح بإجراء مثل هذا الفحص، فأرجو أن لا تنزعجي لما ذكرناه لك.
بناء على أن فرضية أن الحالة حالة قلقية اكتئابية فإني أنصحك بتناول دواء يعرف تجاريًا باسم «بروزاك», ويعرف علميًا باسم «فلوكستين», هذا دواء رائع فعال وسليم, ويحسن المزاج، وكذلك يرفع من معدل الدافعية لديك -إن شاء الله تعالى-.
الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة, وهي كبسولة واحدة في اليوم، تناوليها بعد الأكل، ويجب أن يكون تناولها بانتظام, ولمدة لا تقل عن ستة أشهر، هذه أقل مدة مطلوبة لعلاج مثل هذه الحالات.
بعد انقضاء فترة الستة أشهر تناولي الدواء بمعدل كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله.
أود أن أؤكد لك سلامة البروزاك، وأنه غير إدماني, وغير تعودي، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.
هنالك آليات علاجية أخرى مهمة، وهي: أن تمارسي الرياضة، أي نوع من الرياضة يناسب المرأة المسلمة سوف يكون مفيدًا لك، فالرياضة وسيلة من وسائل تجديد الطاقات، وبناء النفوس والأجسام.
ثانيا: حاولي أن تنامي مبكرًا، هذا ضروري، وعليك أن تعزمي القيام لصلاة الفجر، وتركزي على أذكار النوم، وسلي الله تعالى التوفيق والسداد, كما يمكن أن تضعي المنبه بعيدًا عنك بعض الشيء، وهذا سوف يضطرك؛ لأن تنهضي من الفراش لإيقاف المنبه, ومن ثم تؤدين صلاتك.
شرب فنجان من القهوة المركزة في الصباح أيضًا فيه فائدة.
تجنب النوم النهاري وجد أيضًا أنه مفيد في مثل هذه الحالات.
الشعور عند السجود بثقل الجسم, وأنه مجتمع كله في جبهتك، هذا من التوتر العضلي, والذي هو ناشئ من القلق النفسي.
في بعض الحالات يكون التهاب الجيوب الأنفية سببًا في ذلك، لكن لا أرى أي مؤشر أنك تعانين من التهاب الجيوب الأنفية.
انتهت إجابة د/ محمد عبد العليم المستشار النفسي/ تليها إجابة الشيخ: أحمد الفودعي المستشار الشرعي:
____________________________________________
فمرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.
نحن نشكر لك اهتمامك بصلاتك، ونسأل الله تعالى أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن ييسر لك الخير حيث كان.
لا شك أيتها الكريمة أن في نصائح ووصايا الدكتور محمد - جزاه الله خيرًا - الشيء الكثير من الخير الذي ينفعك بإذن الله تعالى، ونحن نضيف إلى ذلك أنه ينبغي لك أن تحافظي على أذكار الصباح والمساء، وتتحصني بذكر الله تعالى، فإن فيه حماية وقوة للجسم، كما دلت النصوص الشرعية على أن الاستغفار فيه قوة يمد الله بها هذا الجسم، والآثار في هذا كثيرة، كما أن النصوص القرآنية دلت عليه كما قال تعالى: {استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارًا ويزدكم قوة إلى قوتكم}.
فنوصيك بالدوام على ذكر الله تعالى لاسيما أذكار التحصين في الصباح والمساء وأذكار النوم والاستيقاظ.
كما نوصيك أيضًا بأن تحافظي على الطهارة قبل النوم، فإن فيها بإذن الله تعالى عونًا على طرد الشيطان وتسلطه على الإنسان حال نومه.
ومن الوصايا التي نوصيك بها: الاهتمام بالنوم المبكر كما أوصى به الطبيب، فإن هذا فيه عون على أخذ الجسد حظه من الراحة، ويسهل عليك الاستيقاظ لصلاة الصبح.
فإذا أخذت بهذه الوسائل فإنك بإذن الله تعالى على خير ومأجورة على كل حال ولو لم تستيقظي للصلاة، فإن النائم مرفوع عنه القلم حتى يستيقظ، وأنت مأجورة على النية التي عزمتها قبل النوم، ولا إثم عليك إذا لم تستيقظي، فلا داعي للاكتئاب والقلق، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من نام عن صلاته أو نسيها فليصلها إذا ذكرها) فعند الاستيقاظ تصلين صلاتك.
وأما كيفية السجود فإن السجود منه ما هو واجب ومن ما هو مستحب، أي هناك كيفية مجزئة يتأدى بها الفرض ويصح بها السجود، وهي عند بعض العلماء: أن يضع جبهته على الأرض ويكفي هذا، وبعض العلماء يرى بأنه لابد أن يضع جزءًا من الأعضاء السبعة التي أُمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسجود عليها، في قوله صلى الله عليه وسلم: (أُمرتُ أن أسجد على سبعة أعْظُم) وأشار إلى جبهته وأنفه، فهذا هو العضو الأول، والكفان والركبتين وأطراف القدمين، فهذه سبعة أعضاء لابد أن يضع هذه الأعضاء ولو جزءا يسير منها على الأرض، فإذا فعل ذلك فقد سجد السجود المجزأ الذي تصح به صلاته.
أما السجود الكامل أو المسنون ففيه آداب زيادة على ذلك، منها تمكين الجبهة والأنف من الأرض، وأن يضع هذه الأعضاء كلها على الأرض، يعني يضع الكف كلها منشورة الأصابع - يعني غير مطوية - مضمومة - يعني غير مرفقة - وأن يضع أطراف أصابع قدميه على الأرض مستقبل قدميه القبلة، وأن يعتدل في السجود.
فهذه كيفية مستحبة إذا فعلها الإنسان أُثيب عليها، وإذا لم يفعلها وأدى الواجب صحت صلاته، والأمر هين سهل بإذن الله تعالى، فلا ينبغي أن تحملي له قلقًا كبيرًا.
نسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير حيث كان.