أختي لا تطيق زوجها بسبب خيانته لها وتريد الطلاق.. فما مشورتكم؟
2011-10-24 12:53:56 | إسلام ويب
السؤال:
زوج أختي كان على علاقة مع نساء كثيرات، وبالأخص امرأتان من بلد أجنبية، وبعد الزواج لم تنقطع علاقته معهما، فقد كانت تكتشف أختي مكالماته الهاتفية لهما والرسائل وغيرها.
والمشكلة أنه أحضر عشيقته إلى البلد هنا، واستأجر لها شقة مفروشة لمدة أسبوع، وكان يعاشرها واكتشفت أنا وأختي الموضوع بالصدفة مع العلم أنها اكتشفت خيانته لها مع نفس المرأة قبل سنة، وكانت خيانة جنسية أيضا.
فأختي الآن لا تطيقه أبدا، وهي صامتة لم تقل له شيئاً إلى أن تكتشف كل الأدلة، ولكنها عازمة على الطلاق مع العلم أنهما متزوجان منذ سنتين، ولديهما طفل وطفلة فما الحل؟
أختي تعبانة جدا، ونفسيتها سيئة للغاية، أرجو أن تردوا علينا في أقرب وقت ممكن.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم كرم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى أن يهدي هذا الزوج، ويرده إليه ردًّا جميلاً.
نصيحتنا لهذه الأخت الكريمة أن تتجنب إساءة الظن الذي ليس عليه دليل بقدر الاستطاعة، فإن الظن أكذب الحديث كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، كما ننصحها أيضًا بعدم التجسس على زوجها، فإن التجسس لا يعود بالخير، فإنها تطلع من خلاله على ما يؤلم صدرها وينغص عيشها، ولهذا فالسلامة لها ألا تتثبت ولا تنقب وتفتش في خصائص زوجها، وذلك أسلم لها ولدينها.
وإذا كان الزوج بهذا السلوك حقيقة فإنه بلا شك محتاج أولاً إلى من يأخذ بيده لينقذه ويخرجه من هذه الحال التي هو فيها، فإن الإنسان يعتريه الضعف ويقع في حبائل الشيطان، وفي أسر الهوى، فهو محتاج من إخوانه ومن حوله أن يعينوه ولا يعينوا الشيطان عليه، وأقرب الناس وأولى الناس بإعانة هذا الزوج ومحاولة تخليصه من هذه الآثام التي يقع فيها زوجته وأم أبنائه، وفي ذلك حفاظًا على بيتها وعلى زوجها وعلى أبنائها.
فنصيحتنا لها أن تستفرغ الوسع والجهد في محاولة تقوية إيمان زوجها وتخليصه من هذه الحال الذي هو فيها، وهي مأجورة على كل جهد تبذله في هذا الباب ومن أجل هذا الغرض، والله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وإذا علم الله عز وجل منها الصدق كتب على يديها نجاة هذا الإنسان من هذه الآثام.
فنصيحتنا لها أن تحاول تقوية إيمان زوجها بتذكيره بالآخرة، وإسماعه المواعظ البليغة التي فيها تذكير بالجنة والنار والعرض والحساب والقبر وأهوال القيامة، فإن هذه المشاهد وهذه العظات تطرد من القلب الغفلة، وإذا صلح القلب صلحت سائر الأعمال.
ونصيحتنا لها أيضًا أن تحاول ربط زوجها بالناس الصالحين من الأقارب أو بإقامة علاقات أسرية مع الأسر التي فيها رجال صالحون، حتى تحاول جلب أصدقاء صالحين لزوجها، فإن الصاحب ساحب كما يقول الحكماء، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).
من الوسائل أيضًا التي ينبغي لها أن تتبعها في إصلاح زوجها: حثه على الحفاظ على الصلوات، لا سيما في جماعة المسجد، وأن يتعرف على الرجال الصالحين في المسجد، فإن هذه البيئة الإيمانية تجدد في الإنسان الرغبة للطاعة وتزهده في المعصية.
كل هذه الأسباب أيتها الأخت كفيلة بإذن الله تعالى إذا أراد الله إصلاح هذا الزوج بأن يصلح بها، فإذا رأت أن هذا الزوج مستمر في غيّه مصرٌ على ما هو فيه فلا بأس عليها في أن تطلب الطلاق، فإن هذه من المبررات التي يذكرها الفقهاء، فيجوز للمرأة أن تطلب الطلاق ولا إثم عليها، ونسأل الله تعالى أن يهدي هذا الزوج وأن يصلحه وأن يرده إليه ردًّا جميلاً، فالحفاظ على الأسرة ما أمكن خير من الفراق بلا شك، ولكن المرأة أيضًا قد تُصاب ببغض شديد للزوج بحيث يُفقدها الرغبة في القيام بحقوقه فتقصر فيما يجب عليها، وهذا قد يجر لها أنواع من الآثام، ولهذا رخص الشرع لها بطلب الطلاق، ولكننا لا ننصحها بذلك إلا عند نفاد الوسائل وحصول اليأس من استصلاح هذا الزوج.
نسأل الله تعالى أن يقدر لهما الخير حيث كان.