تأنيب الضمير يقتلني؛ لأنني كنت أفشي أسراري لصديقاتي، ما توجيهكم لي؟
2011-10-18 11:37:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري (27) سنة، مشكلتي أني لا أستطيع أن أحافظ على أسراري وخصوصيتي، فأنا أتحدث لأكثر صديقاتي في العمل عن أسراري وأفكاري المستقبلية، وحتى عن أخواتي وأهلي أتحدث لصاحباتي عن بعض أمورهن وتخطيطاتهن المستقبلية، وهذا الشيء أحياناً يشعرني بالراحة لأني أريد من يلتفت لي، وأريد أن أثبت ذاتي، لأني أشعر أني غير محبوبة، وغير مرغوب في.
الحمد لله، أنا متعلمة، وشكلي مقبول – الحمد لله - لكن لدي إحساس غير طبيعي بالخجل والنقص، لا أعلم لماذا؟! أخبرتهم أني أحب شخصاً وهو يحبني، وكل شيء عن حياتي وحياة أهلي، ولكن بعد مرور الزمن ندمت كثيراً على ما كنت أفعله في السنوات السابقة، وضميري يؤنبني جداً.
بدأت بتغيير نفسي، وحفظ أسراري، لكن في بعض الأحيان يزل لساني وأتحدث، ولكن ليس كالسابق - والحمد لله - فأنا في تغير ملحوظ، ولكن مشكلتي أني أسوف أغير عملي وزميلاتي ومعهم أسراري، أنا خائفة جداً، لا أعرف لماذا، ضميري يؤنبني بشدة، لدرجة أني أبكي بكاء غير طبيعي من كثرة الندم، أعلم أن الندم لا ينفع الآن، ولكن حالتي النفسية صعبة جداً، لأني حدثتهم عن شخص كنت أحبه وكانت لديه مشكلة، وحدثتهم عنها، لأني فقدت الأمل في أن أتزوجه، والآن تعدلت الظروف وهو يريد الزواج بي، وأنا موافقة واستخرت كثيراً، ودعوت وشعرت براحة كبيرة له، وهم يعرفون مشكلته، هذا الشخص هل أتزوجه أم أتركه؟ لأنهم يعرفون عيبه، أفيدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ana muna حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فليس عيبًا أن يكون الإنسان صريحًا ومنفتحًا على الآخرين ما دام يتحرى الصدق فيما يقول، وأعتقد أن المشكلة التي تؤرقك هي ليست الصراحة فقط، إنما طرحك لبعض المواضيع من قبيل إطلاع الآخرين، وربما أخذ مشورتهم، أو تكونين في انتظار ردود أفعالهم، إن كانوا سوف يثنون على ما قلته، أو سوف يكون هنالك نوع - لا أقول العتاب - من عدم الترحاب من جانبهم.
أعتقد أنك تحاولين - لا أقول أن تفرضي ذاتك على المواقف - ولكن تحاولين اختبار نوايا الآخرين وتفاعلاتهم مع ما تقولينه وتذكرينه.
أنت ذكرت أنه يوجد تغيير ملحوظ في حالتك، وهذا أمر جيد جدًّا، حين تأتيك فكرة معينة وتريدين أن تتحدثي عنها لا بد أن تراجعي نفسك، إذا كان الموضوع يستحق فعلاً أن يُطرح فلماذا لا؟ وإن كان لا يستحق أن يُطرح نسبة لخصوصيته أو لعدم جديته، فهنا قومي بصرف انتباهك من خلال الدخول في نوع من التفكير أو الفعل الجديد المخالف تمامًا، وصرف الانتباه يأتي من خلال الانخراط في عمل أو فكرة مخالفة، قومي مثلاً بتغيير مكانك إذا كانت الفكرة ملحة وتريدين أن تقوليها وفي نفس الوقت متخوفة من العواقب، هنا غيري مكانك، أشغلي نفسك بأي شيء آخر، ركزي على الموضوع المغاير، وهكذا.
إذن صرف الانتباه وسيلة طيبة جدًّا كي لا تفشي أسرارك، وكما ذكرت لك من المهم جدًّا أن يتحرى الإنسان الصدق، وما دام الإنسان يتحرى الصدق - فإن شاء الله - المشكلة تكون أقل مما تتصورين.
كثيرًا ما يكون الصمت أفضل، وأيضًا تدربي أن تكوني مستمعة جيدة، الإنسان حينما يكون مستمعًا جيدًا غالبًا حين يتكلم ويطرق مواضيع معينة تكون في حدود الضوابط الاجتماعية المطلوبة، فدربي نفسك على حسن الاستماع.
بالنسبة للزواج من هذا الشاب، أنت تعرفين أن الزواج له شروط وله أصول، فإذا كان هذا الشاب مستوفيًا الشروط التي تتمنيها في الزوج والتي يجب أن يكون على رأسها الدين وحسن الخلق، مهما كانت فيه عيوب أخرى، مادمت تقبلين به، فلا تلتفتي لرأي الآخرين، لكن من الضروري جدًّا أن تأخذي بمشاورة أهلك، وتملكيهم الحقائق كاملة، لا تخفي أي شيء على والدتك مثلاً، أو أخواتك أو خالاتك، الشخص الذي ترين أنه يُسدي لك النصح وتهمه مصلحتك لابد أن تأخذي مشورته، وعليك بالاستخارة، الاستخارة في الأمور كلها واجبة ومهمة وهي وسيلة من وسائل التوفيق في اتخاذ القرارات والابتعاد عن التردد.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.