الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عابد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على السؤال، والذي إن صح فهمي له أنه بشكل أساسي كثرة شرود الذهن والانشغال، وكثرة النقد الذاتي، وضعف الثقة بالنفس، وصعوبات الحفظ والدراسة، وأنك مشغول البال على زواجك بعد سنة، وعلى مستقبل حياتك بشكل عام.
في مثل هذا الحال ربما يفيد أن تقوم وعلى ورقة -وطالما أنك تكثر من الكتابة على الورق- أن تقوم وعلى صفحة واحدة برسم خط (شاقولي) من أعلى لأسفل وفي منتصف الورقة ضع على اليمين قائمة بالمشكلات التي تعاني منها، وعلى اليسار قائمة بالإيجابيات التي عندك من صفات أو إمكانات وطاقات أو ظروف مساعدة لك.
إن هذا من شأنه أو يوضح طبيعة المشكلة كي لا تبقى مبهمة ومتداخلة، وهذا ما شعرته وأنا أقرأ رسالتك، حيث أريد أن أتعرف على طبيعة المشكلة أو المشكلات وأولوياتها، فهي ليست كلها بنفس الدرجة من الأهمية، فيفيد أن تحدد أيا من هذه المشكلات تريد أن تبدأ بالعلاج والتصحيح.
لا يفوتني هنا أن أذكر أنك وبالرغم من هذه المشكلات التي وصفت في سؤالك، فأنت وصلت السنة الرابعة في الجامعة وعلى وشك التخرج.
ربما من أولويات مشكلتك ما وصفت من كثرة التفسير وكثرة إعادة النظر، ومراجعة وتغيير ما تقوم به، ولعل لهذا طبيعة وسواسية، وما نسميه "الوسواس القهري" وبحيث تكون دائم المراجعة، وعدم الاطمئنان لما قررته سابقا فتقوم بتغييره، وهكذا حتى تتعب وتملّ، وكما هو واضح من الاسم أنه عمل وسواسي قهريّ، لا تقوم به رغما عنك، ولا تستطيع رده أو إيقافه.
العلاج الأنسب للوسواس القهري هو العلاج النفسي المعرفي السلوكي، ومن طرق هذا منع المصاب من القيام بالعمل الذي يشعر في نفسه إلحاحا شديدا لفعله، ومع الوقت يدرك أن يستطيع أن لا يقوم بالعمل ومن دون أن يحصل له ما يضر، وبالتالي تخف عنده مثل هذه الأعمال التي يكثر من القيام بها.
أحيانا يمكن للطبيب النفسي أن يصف أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، والتي من تأثيراتها غير علاج الاكتئاب التخفيف من أعراض الوسواس القهري.
الأمر الآخر أن الإنسان إذا ما حاول وبالغ في المحاولة، والضغط على نفسه، فقد تأتي النتائج معاكسة لما أراد، وهنا يفيده أن يتأنى ويأخذ وقته من غير أن يبالغ في الضغط على نفسه.
في النهاية ذكرت مشكلة "عادة سيئة" عندك ولم تذكر ما هي، وربما هذا من نفس نوع قلة الوضوح في طبيعة المشكلة التي نريد حلها، فلابد من الوضوح وتسمية الأمور بمسمياتها، فهذا أدعى للوصول للحلّ المطلوب.
ولمزيد الفائدة يراجع علاج التشتت وعدم التركيز سلوكيا (
226145 _
264551 -
2113978).
وبالله التوفيق.