الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فشكرا لك على السؤال.
تكثر غالبا حالات الرهاب الاجتماعي أو الخوف والارتباك عند لقاء الناس في مثل هذا السن، وهو مرحلة الشباب الأولى، عندما كنت في 16 من العمر، أي في مرحلة الثانوية حيث أنت في أهم مرحلة تتميّز بالتنبه الشديد لأفعالك واهتمامك الزائد في آراء الآخرين عنك؛ مما يجعلك أكثر انتقادا وحساسية لأفعالك من حديث وكلام وتصرفات، وقد تضطر في المدرسة للقيام ببعض الأنشطة أمام الآخرين، ومنها القراءة الجهرية أمام بقية الطلاب أو شرح موضوع تعليمي معين.
ربما تطورت الحالة أكثر عندما دخلت الجامعة وما في الجامعة من تغييرات مختلفة عن المدرسة، من احتمال اللقاء بالكثيرين ذكورا وإناثا في معظم الجامعات، وقد يزيدك أيضا أكثر على رأي الآخرين فيك، مما يزيد في ارتباكك وقلقك، حيث هناك نوع من الارتباك والقلق نسمية "قلق الأداء" أي أن يقلق لأدائه لمهمة ما أمام الآخرين، ويبدأ يسأل نفسه هل أحسن الأداء أم لا؟! وما هي الأخطاء التي ارتكبها، وأنه ربما كان عليه أن يقول كذا، بدل ما قاله، وهكذا لا تنتهي مثل هذه الأسئلة المحيّرة، وكل هذا يزيد من قلق الشخص، وبالتالي المزيد من الارتباك، وربما الهروب من مواجهة الآخرين، وتجنبه للمواقف الاجتماعية التي تجمع الناس.
كل هذا يحدث مع أن شخصية هذا الشخص ربما قوية في الجوانب الأخرى، وكما هو الحال عندك، وهذا التجنب يزيد من ارتباك الشخص وقلقه؛ لأن هذا التجنب يزيد عنده من ضعف الثقة بنفسه، وهكذا في هذه الدائرة المعيبة.
الشيء الأساسي في كسر هذه الدائرة المعيبة هي المعالجة النفسية السلوكية أولا، وتفيد أحيانا بعض الأدوية المضادة للاكتئاب؛ ليس لأن الشخص مصاب بالاكتئاب، وإنما بسبب أن هذه الأدوية تؤثر في واحد أو أكثر من النوافل العصبية التي قد تقف وراء الاكتئاب، والكثير من حالات القلق والرهاب والوسواس كذلك.
الدواء الذي ذكرت يمكن أن يفيد، وإن كانت هذه الأدوية قد لا يستجيب لها الجميع، والطريقة الوحيدة حتى الآن هي التجريب، فإن كان فعالا مؤثرا، وإلا فيقوم الطبيب المعالج بوصف دواء آخر قد يكون أنسب لك للمعالجة النفسية طرق متعددة، ولكنها تقوم أساسا على مبدأ بسيط أن المواقف التي ترتبك فيها وتخافها لا تتجنبها، وإنما "اقتحمها"، وابدأ بالقيام بالأعمال البسيطة، كأن تقول مثلا وأمام الناس بعض العبارات والكلمات البسيطة والقليلة العدد، ورويدا رويدا تزيد في كمية كلامك ومداخلاتك، حتى تصل لدرجة الثقة التي تريدها وترتاح لها.
يمكن للمعالج النفسي أن يعينك كثيرا في تسريع مثل هذه الخطوات، ولمزيد الفائدة يراجع العلاج السلوكي للمخاوف: (
262026 -
262698 -
263579 -
265121 ).
وبالله التوفيق.