الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الواثق بالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
شكرا لك على السؤال.
من الواضح أنك شديد الحساسية، ولهذا لاشك علاقة بطريقة التربية والنشأة الأولى في صغرك، وخاصة مما وصفت من معاملة أخوك الأكبر، وإرهابك.
فإذا أنت الآن شديد الخوف بالشكل الذي وصف، ولاشك أن أصوات الناس المرتفعة تعيد إليك تلك الذكريات المؤلمة، حتى في لاشعورك، عندما كان أخوك يضربك ويؤذيك.
وحتى خوفك من دخول الحمام بحيث تبقِي الباب مفتوحا، فهو إما لأن الأخ كان يحبسك في الحمام أو يضربك فيه مما كوّن عندك ردة الفعل هذه أو لأن الحمام بضيقه يجعلك غير مرتاحا لأنك لا تحب أن يأسر أحد حريتك، وأيضا كما كان يفعل أخوك.
مما ورد في سؤالك يبدو أن عندك حرجا وترددا في لقاء الناس، وخاصة في الجمع الكبير، وربما يعود هذا لضعف الثقة بالنفس، وهذا أيضا متصل بسوء المعاملة التي تلقيتها.
وليس غريبا عندما يخاف الإنسان من شيء معين أو أشخاص معينين أن يبدأ بعد فترة يخاف حتى من "الأشياء التافهة" كما ورد في سؤالك، وفي كثير من الأحيان لا يفهم هذا الإنسان طبيعة هذا الخوف الذي لا سبب له يبرره.
وحتى الوساوس والشك بالناس له علاقة بهذه النشأة، حيث الشخص الذي كان المفروض فيه -وهو الأخ الأكبر- كان المفروض فيه أن يقابلك بالرعاية والاحترام، فإذا كان هو يعتدي عليك، فكيف تثق بالآخرين الغرباء؟!
إن العلاج الحقيق ليس في دواء يتناوله الإنسان، وإن كان هذا قد يعين قليلا، وخاصة بعض أنواع مضادات الاكتئاب مما يخفف قليلا من حرجك في لقاء الناس، ويخفف كذلك أعراض الوسواس والشك بالآخرين، ولكن يبق العلاج الأساسي والأكثر فعالية هو العلاج السلوكي أو المعرفي السلوكي، الذي يقوم على تغيير قناعاتك ومواقفك من نفسك ومن الآخرين.
وفي الحقيقة يحتاج هذا منك أن تراجع طبيبا نفسيا ممن قد يصف لك أحد هذه الأدوية، والأهم منه إما أن يقدم لك العلاج المعرفي السلوكي، أو يحوّلك لأخصائي نفسي يقدم لك هذا.
ويقوم العلاج السلوكي على اقتحامك للمواقف والأماكن التي كنت ربما تتجنبها، وبحيث تعوّد نفسك على مواجهة هؤلاء الناس وهذه المواقف.
ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للرهاب: (
269653 -
277592 -
259326 -
264538 -
262637 ).
والله الموفق.