أمي اختارت لي فتاة للزواج ولكن مستواهم الديني عادي، فما رأيكم؟
2011-09-06 08:30:25 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أنا شابٌ مقبل على الزواج, وتريد أمي "دون إكراه" أن أتزوج من فتاة من أسرة ذات أصل محترم جداً، إلا أن مستواهم الديني عادي، يعملون بالثوابت وأركان الإسلام, لكن أمي أخبرتني أن الفتاة لها الرغبة في أن تتدين وما عليَّ سوى أن أعلمها الدين فتلتزم، مع العلم أن ربَّ الأسرة يمنع عليها مشاهدة التلفاز لما يعتريه من الفساد، ويمنعها من الخروج لوحدها حيث إنه منعها أن تُكمل تعليمها فذلك من الأصول والعادات لديهم، فهم من البادية.
الفتاة محجبة الحجاب المغربي العادي "الجلباب وتغطية الرأس" وتصوم أيضاً بعض النوافل، ومن عادات هذه الأسرة أن الرجل هو صاحب القوامة.
ما هي نصيحتكم لي في هذا الزواج؟ هل ما ذكرته كافٍ ليكون الزواج وِفقَ ما يرضي الله فأتوكل على الله فأتزوج بها أو ماذا ترون؟ مع العلم أن حالتي المادية بسيطة، وأني سأسكن في منزل أمي وأن الفتاة وأسرتها يقبلون بي، بالإضافة أني أريد الإسراع في الزواج لأعف نفسي عن الحرام.
متأسف على الإطالة وجزاكم الله خيراً.
وأحبكم في الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ربيع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل لك في كل خير نصيب، وأن يمنّ عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة تكون عونًا لك على طاعته ورضاه.
وبخصوص ما ورد برسالتك أخي الكريم ربيع أقول: إن هذه الفتاة تُعتبر عملة نادرة في بلاد المغرب، وإن هذا الأصل الطيب بإذن الله تعالى سيكون له أثره، خاصة وأن هناك علامات طيبة يتمتع بها رب الأسرة من حيث الغيرة على عرضه وعدم السماح لبناته بالاختلاط مثلاً غير المنضبط، وكذلك أيضًا منعهنَّ من مشاهدة الأفلام الماجنة والمسلسلات الساقطة إلى غير ذلك، فأرى أن هذه الأخت بإذن الله تعالى مناسبة، وأنه من الخطأ أن تتخلى عنها رغم هذه الصفات الطيبة الرائعة، خاصة وهم يقبلون بك رغم أن ظروفك المادية بسيطة، ورغم أنك ستسكن في منزل والدتك، إلا أنهم ليس لديهم مانع من أن يتم الزواج رغم هذه الظروف التي أشرت إليها.
فأنا أرى أن تتوكل على الله، وأن تُسرع في التقدم إلى أهلها وخطبتها، وأن تدعو الله تعالى أن ييسر لك الأمر، ثم بعد ذلك تجتهد لإكمال ما لديها من خير بأن تعلمها السنن والنوافل وتعلمها هدي النبي عليه الصلاة والسلام وسمته والأشياء الطيبة التي كان يتمتع بها، ما دمت قد منّ الله عليك بالشيء من العلم الشرعي، فإنك ستنهض بها ليكون لك بذلك أجر على أجر، لأنك أعنتها على طاعة الله، وجعلتها أيضًا مهيأة لكي تكون قوّامة على أبنائك، حيث إنها ستقوم بمتابعتهم متابعة طيبة بحكم تعليمك لها العلم الشرعي، وستنقله إلى أبنائكما، وستستفيد يقينًا من هذا الخلق العظيم الذي أكرمك الله به، وهذه التعليمات النبوية المباركة.
ولذا أقول: توكل على الله واستعن بالله، وتقدم إليها، وهي أفضل من غيرها بكثير، وإذا كان فيها من نقص في بعض الجوانب فهذا دورك يا بطل تجتهد في أن تجبر هذا الصدع وأن تسد هذا الخلل، وأن تضرع إلى الله عز وجل أن يجعلها زوجة صالحة ومعينة لك على طاعته، وأن يرزقك منها الذرية الصالحة، أسأل الله لك ذلك، إنه جوادٌ كريم.
هذا وبالله التوفيق.