أعاني من ارتجاف يدي.. فهل العادة السرية هي السبب؟
2011-08-18 11:48:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أبلغ من العمر 16 عاماً، وأعاني من مشكلة أنزعج منها كثيراً، وهي: الارتباك وتحرك اليدين لا شعورياً ( ارتجاف اليد).
أنا كنت مدمن العادة السرية بالسابق، أفعلها باليوم 3 مرات يومياً, ولا أعلم إن كانت هذه المشكلة بسببها! لأني بالسابق لم أكن أعاني من هذه المشكلة، ولم أكن أعاني من ارتجاف اليد عندما أرتبك، وكنت أخرج للضيوف وأقدم لهم المشروبات والطعام والقهوة دون ارتجاف يدي.
كنت مرتبكا حينها، لكن لا يتضح علي أبداً الارتباك، ولكن الآن تأتيني الحالة هذه، (حالة الارتباك وارتجاف اليد) عندما أقوم بعمل جديد مربك، وعندما أخرج للناس, وخاصة عندما يأتي إلينا ضيوف أعاني من هذه المشكلة، حتى لو يأتي ضيف واحد أعاني منها كذلك.
الآن أنا أصبحت منعزلا عن الناس بسبب هذه المشكلة، لأنها تعرضني للإحراج، وأصبحت أبتعد عن مقابلتهم، ولا أخرج للضيوف من سنة ونصف, وأيضاً عندما أرتبك.
في وقت تقديم القهوة للضيف يدي ترتجف كثيراً، وأشعر بالإحراج الشديد منه، وجميع من حولي يلاحظ الارتجاف القوي الذي يحدث بيدي! ولا أستطيع التحكم بها.
كذلك أشعر بشعور غريب بجسمي من الارتباك، وقلبي ينبض بسرعة ويداي ترتجفان، وجسمي أشعر بأنه يرتجف من الداخل(شعور غريب وأكرهه جداً ) ولا أستطيع فعل شيء.
بالسابق كنت لا أعاني من شيء أبداً، ولكن الآن أعاني من هذا الشيء الذي جعل حياتي سيئة جداً، فأنا أعاني من الانعزال الآن والسبب كله من هذه المشكلة.
ألاحظ بأنني منذ الصغر لا أحب الخروج للضيوف، ولم أكن شخصا اجتماعيا، لكن كنت أخرج مثل أي شخص طبيعي، وأتحدث مع الضيوف، ولم يكن هناك أي شيء يعيقني، لكن الآن الحال أصبح سيئا جداً.
أتمنى أن ترشدوني إلى الحل، وأن تفيدوني، لأنني لا أود أن أعيش طيلة حياتي على هذه الحال المحبطة، ولا أريد أن أعاني من هذا الارتباك واهتزاز اليدين.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمما لا شك فيه أن العادة السرية مخلة جدًّا بالصحة الجسدية وبالصحة النفسية، ولها أضرار جسمية نفسية مستقبلية، وحتى على مستوى تطور الشخصية، العادة السرية تؤدي إلى خلل كبير؛ حيث إنها قد تقود إلى الانطوائية، اضطراب أبعاد الشخصية، افتقاد الكفاءة الاجتماعية، الخيال الذهني الشارد، هذه كلها من المضار التي تنتج من العادة السرية.
من الواضح أنك ضحية لهذا الشيء، لكن الإنسان يمكن أن يصحح مساره، فأنت في سن صغيرة، هنالك أمور كثيرة أفضل وأجمل وأحسن وأنفع بالنسبة لك، وذلك أنه لابد أن تعطي نفسك وجسدك الفرصة لأن يتم النمو والتطور والنضوج بصورة سليمة، أنت تعوق حقيقة تقدمك وبناءك النفسي والجسدي من خلال هذه الممارسة للعادة وبالصورة التي ذكرتها.
أعتقد أن الأمر واضح جدًّا ونحن نشكرك لتواصلك معنا في إسلام ويب، وأرجو أن لا تفكر أبدًا أنه توجد أي نوع من المبالغة فيما ذكرناه لك، فهذه حقائق علمية متجسدة واضحة ثابتة، والإنسان حين يتوقف عن العادة السرية أيضًا الحقيقة العلمية تقول إنه سيتحسن كثيرًا، إذن أمامك فرصة لأن تسترجع ولأن تراجع نفسك ولأن تبني حياة جديدة.
بالنسبة لموضوع هذه الرجفة، فحقيقة أنا أفضل أيضًا أن تذهب وتقابل الطبيب، وليس من الضروري أن تقابل طبيبًا نفسيًا، بل اذهب وقابل طبيب الأسرة، لأنه من المفترض أن تقوم بإجراء فحوصات طبية للتأكد من مستوى الدم، وتتأكد من مستوى إفراز الغدة الدرقية، ومستوى الفيتامينات في الدم، قم بإجراء هذا الفحص العام الشامل وإن شاء الله تعالى يكون مطمئنًا، وحتى إن كان هنالك بعض النواقص فهذه إن شاء الله تعالى سوف يقوم الطبيب بإعطائك الدواء اللازم لتصحيحها.
على الجانب العلاجي الآخر: أنت مطالب أولاً بأن تكون إيجابيًا في تفكيرك، أن تبني الرفقة الصالحة – هذا مهم جدًّا في عمرك – والصالحين من الشباب تجدهم في المساجد، تجدهم في المدارس، تجدهم في ملاعب الرياضة، فاجعل لنفسك قدوة ونموذجًا طيبًا من الصالحين، الإنسان يحتاج لمن يعينه على أمور الدين والدنيا، وأنت محتاج لذلك.
الأمر الآخر: كن قريبًا من والدك ومن أسرتك ومن أخوتك، كن مشاركًا في شأن أسرتك، هذا يعطيك الشعور بالعزة والشعور بالانتماء والشعور بالرضى، وهذا كله إن شاء الله يصب إيجابيًا في مصلحتك من حيث تطورك الاجتماعي والنفسي والسلوكي بصفة عامة.
أسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.