تركنا التواصل بالهاتف وانتقلنا إلى الشات وأخشى أن يغضب علي ربي، فما النصيحة؟
2011-08-18 10:14:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.. أنا فتاة لقد أحببت شاباً عن طريق الإنترنت، ولقد كنت أتحدث معه بالهاتف، ولقد أرسلت له صورتي وأرسل هو أيضاً صورته، ولقد فاتحني هو من البداية بموضوع الزواج، وأنه يريد أن يتزوجني، وقال لي إنه أخبر أباه عن ذلك، ولكن أنا عرفت أنه لا تجوز هذه العلاقة، ولا يجوز أن أكلم شخصا أجنبيا عني بالهاتف، ولقد قلت له إنني أريد أن أتوب ولا أريد أن أكلمه بالهاتف.
ولقد وافق بذلك، ولكنني أتواصل الآن معه عن طريق الماسنجر إلى أن يأتي ويخطبني، وأنا في حيرة من أمري، ودائما أفكر بهذا الأمر.
السؤال هو: هل يجوز أن أتواصل معه بالماسنجر؟ فأنا لا أريد أن يغضب علي ربي، ولقد عاهدت نفسي أني لن أتكلم معه بالماسنجر إلا لكي أسأله عن أخباره، وأنني لن أرسل له صورتي بعد الآن إلى أن يجمعنا الله بالزواج. أنا ندمانة كثيراً، فماذا أفعل؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك أيتها البنت العزيزة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير، وأن يرزقك الزوج الصالح.. نحن نشكر لك أيتها الكريمة أولاً تحرزك من الوقوع في معصية الله تعالى، وحرصك على اجتناب الحرام، وهذا يدل على رجاحة في عقلك ووفرة في دينك، نسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً وصلاحًا.
وكوني على ثقة أيتها البنت العزيزة أن طاعة الله سبحانه وتعالى وحسن الصلة به من أهم الأسباب في سعادة الإنسان، فإذا رضي الله عز وجل عنك أسعدك في الدنيا وأسعدك في الآخرة، وفي المقابل معصية الله تعالى وتجاوز حدوده سبب أكيد في شقاء الإنسان وحرمانه من الأرزاق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه) فاحذري تمام الحذر من الوقوع في معصية الله، فإن هذا سيعود عليك بالخيبة والخسران.
وقد أحسنت حين تبت من المحادثات الهاتفية مع هذا الشاب، وما عرفتِ من أنه لا يجوز العلاقة بينك وبينه صحيح، ونحن ننصحك نصيحة من يحب لك الخير ويتمنى لك السعادة أن تأخذي هذه المعلومة مأخذ الجد وتجاهدي نفسك للعمل بها، فتقطعي كل صلة بينك وبين هذا الشاب سواء كان عن طريق الماسنجر أو غيره، فإن المرأة مأمورة بأن لا تتحدث مع الأجنبي إلا بحديث تدعو إليه الحاجة وبشرط أن يكون بعيدًا عن كل ما يثير من الكلام الذي فيه حديث عن أمور شخصية أو نحو ذلك، فإن الله عز وجل نهى المرأة أن تتحدث إلى الرجل الأجنبي بخضوع ولين في القول، قال: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}.
ولا شك أن التواصل عن طريق الماسنجر بينك وبين هذا الشاب باب فتحه الشيطان عليك ليجرك منه إلى ما لا تُحمد عاقبته، فنصيحتنا لك أن تجاهدي نفسك وأن تأخذي نفسك بالحزم والجد وتقطعي التواصل بهذا الشاب، وإن كان هذا الشاب جادًا صادقًا في أنه يريد الزواج منك فعليه أن يأتي الباب من بابه ويطلبك من أهلك، فإذا عقد عليك صرت زوجة له فلك بعد ذلك أن تتحدثي إليه كما تحبين، وإن كان لاعبًا عابثًا فسيتبين هذا بأنه لن يتقدم لذلك وسيحاول التملص وإغراءك بالكلام المعسول وتقديم الوعود وغير ذلك، ونصيحتنا لك أن لا تنخدعي بشيء من ذلك، فإننا نعرف الكثير مما لا تعرفينه أنت من أخبار هؤلاء العابثين اللاعبين الذين يقضون حاجتهم من الفتاة إذا صادوها، ثم بعد ذلك يُلقونها في بحار التعاسة والندامة تذوق المرارات وحدها، ونحن نُعيذك بالله من أن تكوني من هذا الصنف الذي يجني الحسرة والخيبة.
فنصيحتنا لك أن تقفي عند حدود الله وتقطعي هذا التواصل، وتحسني ظنك بالله تعالى أنه سييسر لك الخير، فأكثري من دعائه واللجوء إليه بأن يرزقك الزوج الصالح سواء كان هذا الشاب أو غيره.. نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.