زوجي فجأة يرتعش ويشعر أنه بحاجة لتناول السكريات فما هذه الحالة؟
2011-07-20 10:24:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجي بعمر 31 سنة, عمله مكتبي, أحياناً وبدون أسباب واضحة وفجأة يبدأ جسمه بالرعشة ويشعر أنه بحاجة لتناول السكريات أو أي شيء, علماً أنه يكون –أحياناً- قد تناول وجبة الغداء ووجبة الفطور يعني أن وجباته منتظمة.
علماً بأنه ملتزم بصيام يوم الاثنين, وما أستغربه أثناء صيامه -ولله الفضل والمنة-أنه لا تصيبه هذه الحالة, فهذه الحالة تأتيه وهو مفطر، وأحياناً أثناء تعبه أو حمله لشيء ثقيل أو عند التوتر الزائد, ولكن ليس لها فترات معينة أو ظروف واضحة, وتراه نهم جدا جدا حينها على أكل الحلويات وأنا أسعفه فورا بالعسل والعصير والحلاوة الطحينية.
إن كان هبوط السكر فما سببه الفجائي؟
وما علاجه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
على الأكثر أن ما يحصل معه هو نقص في سكر الدم ويسمى هذا نقص السكر الارتكاسي Reactive hypoglycemia)), وهو حالة من نقص في سكر الدم تحصل بعد ساعتين إلى عدة ساعات من تناول وجبة غنية بالسكريات, وهذا يؤدى في الجسم إلى ارتفاع سريع لأنسولين الدم بسبب كثرة السكريات في الطعام وهذه الزيادة في الأنسولين المفرز من الجسم تؤدى إلى نقص في السكر بعد فترة من الزمن تتراوح من ساعتين إلى عدة ساعات بعد الوجبة الغنية بالنشويات والسكريات, ويتسبب ذلك في الأعراض التي ذكرتها -وهي أعراض لنقص السكر- ومنها الجوع، والعصبية، والتعرق، والارتجاف، وفقدان التوازن، والإحساس بخفة في الرأس, والنعاس، والاضطراب، والصعوبة في الكلام، والشعور بالقلق والضعف.
قد يكون السبب في أنه لا يحصل في الصيام أن طبيعة الأكل الذي يتناوله عند السحور مختلف عن طعام الفطور الصباحي في الأيام الأخرى.
لتشخيص هذا المرض يجب عمل تحليل للسكر عند ظهور الأعراض؛ فانخفاض سكر الدم لأقل من (70 ملج/دل) خلال الأعراض وخلال الراحة بعد تناول الطعام يؤكد التشخيص، ومراقبة ما إذا كانت الأعراض تزول بسرعة بعد عودة جلوكوز الدم إلى 70 أو أعلى (بعد الأكل والشرب).
لعلاج ذلك يجب تناول وجبات متعددة بدلا من الوجبات الثلاث الرئيسية، فمثلا وجبة صغيرة كل (4 - 6) ساعات تقريباً، وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
ينصح بتناول طعام متنوع يتضمن اللحم والسمك, أو مصادر بروتينية غير اللحوم، كما يجب تناول الأغذية النشوية كالبطاطا والأرز والخبز والحبوب، ويجب تناول الخضروات والفواكه، وتناول الأغذية الغنية بالألياف، وتجنب أو تقليل الأطعمة الغنية بالسكر، خاصةً على معدةٍ فارغة
مهم جدا الانتباه إلى أن هناك نوعين من الكربوهيدرات، بسيطة ومعقدة, والكربوهيدرات البسيطة لها تركيب جزيئي بسيط، أما المعقدة فتركيبها الجزيئي معقد حيث يتألف من كربوهيدرات بسيطة مرتبطة بعضها ببعض في سلاسل طويلة.
الكربوهيدرات البسيطة تشمل أنواع السكر الجلوكوز والفركتوز والجلاكتوز, والجلوكوز (سكر معتدل الحلاوة)، هو أهم كربوهيدرات موجودة في الدم ويُسمى أيضًا سكر الدم, أما الفركتوز (سكر شديد الحلاوة)، فيوجد في الفاكهة والخضراوات, وتوجد كميات كبيرة من الجلوكوز والفركتوز في العسل, وكذلك سكر السكروز واللاكتوز والمالتوز, والسكروز هو سكر المائدة, واللاكتوز، الذي يسمى أيضًا سكر الحليب، والمالتوز هو سكر الشعير.
هذه السكريات تسبب ارتفاعا سريعا في الأنسولين لذا فإن الإكثار منها قد يسبب نقص السكر بعد عدة ساعات.
أما الكربوهيدرات المعقدة: فهي تكون في الفول والذرة الشامية والبطاطا والقمح والأرز والخبز وهذه تحتاج لوقت لكي تتحول إلى سكريات في الدم لذا فإنه ينصح من يعاني من نقص السكر أن يتناول هذه الكربوهيدرات بدلا من الكربوهيدرات البسيطة.
أما عند حصول الحالة فيجب أن يتناول بعض السكريات السريعة مثل السكر أو العسل أو عصير الفواكه المحلى.
وبالله التوفيق.