الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأنت في هذا العمر وفي هذه الوظيفة الراقية - وظيفة المعلمة - أرى أنك مدركة تمامًا أن قيمة الإنسان الحقيقية تكون في طاعته لله تعالى ثم معاملته للناس بالحسنى، والحديث عن الماضي أعتقد أنه يجب أن يظل في نطاق أن الماضي مجرد تجربة وعبرة وخبرة وليس أكثر من ذلك، والماضي كما يقولون يجب أن يسجن في خزائن النسيان، المهم في الأمر الآن والمستقبل، وأنت الآن في خير وعلى خير، والمستقبل أمامك إن شاء الله سيكون مشرقًا إذا عشت على الأمل والرجاء، وهذا هو المفترض.
أنت محتاجة لأن ترتقي بعواطفك ووجدانك، ومحتاجة لأن ترتقي بنفسك إلى أفضل الدرجات وهو بر الوالدين، ومحبتك لإخوتك يجب أن تتطور، المشاعر السلبية الإنسان يمكن أن يتحكم فيها ويغيرها ولا يكون أسيرًا لها، لأن الخيارات كثيرة، والخيار الأفضل هي حسن معاشرة وحسن المعاملة خاصة الأهل والأرحام.
أنا أعتقد أن مشكلتك ليست في طفولتك، هنالك من عاشوا طفولة تعيسة، عاشوا في بيوت اليتم وبعيدين عن الأهل، وبالرغم من ذلك تجدهم توفقوا في مستقبل أيامهم وجدوا وجهدوا ولم يذكروا ماضيهم، وهنالك من عاشوا طفولة قاسية بحق وحقيقة ولكنهم نجحوا كثيرًا.
أنا أعتقد أنه ربما يكون لديك مشكلة بسيطة في شخصيتك، ودرجة القلق لديك مرتفعة، والنظرة التشاؤمية، ولا أقول أنك مضطربة الشخصية لكن قطعًا شخصيتك ربما يكون أبعادها غير متزنة التوازن الكامل، لذا نظرتك للماضي سلبية وكذلك الحاضر، وحتى المستقبل، ونظرتك لمن حولك سلبية جدًّا، وفيها الكثير من الشوائب، وهذا هو الذي يزعجني حقًّا، وربما تكون نظرتك للعالم كله ليست بإيجابية.
غيري هذه المفاهيم، استبدليها بمفاهيم إيجابية، ولا تكوني أثيرة للفكر الخاطئ المشوه حين يستحوذ عليك.
أرجو أن تقرئي كتاب الدكتور الشيخ عائض القرني (لا تحزن)، اقرئيه بتأمل وتدبر وسوف يجيب على الكثير من تساؤلاتك، وسوف تجدي فيه إن شاء الله تعالى التوجيه والإرشاد الذي يعينك.
أنصحك بتقوى الله وبر الوالدين، وأن تسمي وترتقي بنفسك فيما يخص علاقتك بإخوتك، أنت إن شاء الله فيه خير كثير، وعليك أن تقدري ذلك، احكمي على نفسك بأفعالك ولا تحكمي عليها بمشاعرك، وحاولي دائمًا أن تكوني نافعة لنفسك ولغيرك، طوري مهارتك في مهنتك، ولا تقللي من شأن نفسك، اجتهدي، وعلّمي ولك الأجر والثواب عند الله تعالى.
الإنسان الذي يجيد في عمله خاصة في التعليم سوف يحس بالرضى، إدارة الوقت بصورة صحيحة أيضًا من عوامل النجاح، وكذلك الصحبة الطيبة الخيرة تكون نموذجاً للإنسان يساعده في أمور الدين والدنيا.
الآن أبحاث كثيرة دلت على أن الرياضة مفيدة لكل إنسان، والرياضة تزيل الكثير من شوائب النفوس ومشاعر الغضب ومشاعر الاضطراب والانفعالات الغير مرغوبة، فمارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
ويمكنك الاطلاع على الاستشارات التالية لمزيد من الفائدة:
بر الوالدين والإحسان إليهما:
243054 -
240508 -
295834
بر الوالد حتى وإن كان ظالما:
55232 -
227785 -
413181 -
433087