بعد أن عاقبت ابني أصبح يكرهني!
2011-06-02 10:41:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أحب أن أشكركم على هذا الموقع الرائع.
أنا لدي مشكلة مع ابني الأكبر والذي يبلغ من العمر (8) سنوات، فهو كثير المشاغبة والتلفظ بكلمات لا أعلم من أين يأتي بها، ففي مرة من المرات تلفظ على أمه أمام جدته وعماته بكلمة أخجل من قولها، وقمت بإحضار خيزران وجلده أمام أمه وأخيه الصغير، بعد ذلك أصبح يكره أمه وأخاه الصغير، ودائماً يضربه، ويمنعه من أخذ ألعابه، وفي حال وجودي في البيت يحاول أن يختبأ ولا يريد أن يرى وجهي، فأنا لم أعقابه إلا وهو يعلم أنني حذرته أكثر من مرة، وأقول له: (ستنال ما لا يرضيك إن كررتها) وهو فقط يصمت ولا يجيب، وقد خبرته بذلك بعد عقابي له، لكنه أصبح لا يبالي، ويقول لي: (أنت أحرجتني يا أبي) ولا ينظر إلى وجهي مطلقاً.
كيف أنزع الكراهية من قلبه؟ وكيف أعالج عناده الشديد وأجعله باراً بأمه؟
كل الشكر لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بداية اسمح لي أن أقول أن الطفل قد أخطأ، وأنت كذلك قد أخطأت، وربما يكون خطؤك أكبر من خطأ الطفل، فهو تلفظ بلفظ غير مقبول، وأنت قمت بعقابه أيضًا بطريقة غير مقبولة.
مثل هذه الألفاظ التي تصدر من الأطفال قد يكون له مصدر معين كاطلاع الأطفال على خبرات خارجية -ألفاظًا كانت أو أفعالاً - فهذا الطفل لا بد أن يكون قد استمع لمثل هذه الكلمة من شخص ما، ورُددت أمامه وأخذها دون أن يعرف حقيقتها، فمعرفته محتوى هذه الكلمة هو في نطاق العموميات، أي إذا أردت أن تواجه شخصًا بلغة قوية فقل له مثل هذه الكلمة، لكنه لا يعرف حقيقتها وتفاصيلها بنفس المفهوم الذي تعرفه أنت وأنا مثلاً.
أنا أقدر أن فورة الغضب هي التي دفعتك لأن تعاقب الطفل، وهذا تفاعل تلقائي جدًّا يحدث منا كآباء، لكنه ليس التفاعل الصحيح.
لذا الذي أرجوه هو أن تجلس مع طفلك وأن تشرح له وأن تفسر له هذه الألفاظ التي قالها وأنها ليست جيدة وأنها ليست مقبولة، وأنه ابن جيد وطيب ومؤدب، لكن يظهر أنه تعلم هذه الكلمة من شخص ما، وتوجهه نحو ما هو أفضل ونحو ما هو أحسن ونحو ما هو أليق، هذه هي الطريقة الصحيحة فيما يخص التربية.
ثانيًا: أنصحك أيضًا أن تُشعر ابنك بالأمان، لأن الطفل الذي لا يشعر بالأمان داخل المنزل يتخذ دفاعات نفسية ومنها التجنب والانسحاب، وهذا هو بالضبط الذي يقوم به طفلك الآن، وإشعار الطفل بالأمان يكون من خلال حواره، وأن نعطيه شيئاً من الاعتبار، وأن نشعره بأنه جزء فعال جدًّا في الأسرة، وأن لا يُضرب، فلا بد لنا كآباء وأمهات أن ننزل إلى مستوى أطفالنا ونلاعبهم ونسامرهم ونحكي لهم قصصًا، هذا هو المنهج التربوي الصحيح، فأرجو أن تلجأ لذلك.
ثالثًا: أن تحفز الطفل على الإيجابيات، وتحاول أن تتجاهل السلبيات بقدر المستطاع.
رابعًا: اعطه فرصة لأن يلعب ويتفاعل مع بقية الأطفال.
خامسًا: بالنسبة للعناد، أريد أن أؤكد لك أن درجة مقبولة من العناد هي مهمة جدًّا للطفل من حيث تطوره الارتقائي، وأقصد بذلك أن الطفل الذي لا يعرف شيئًا من العناد لن تكون له شخصية حيوية في المستقبل، نعم العناد الشديد المفرط والذي يتمازج مع الغضب هذا مرفوض، لكننا يجب أن لا نتصيد كل تصرف لأطفالنا، ونتعامل معهم بقسوة شديدة وننهاهم كأننا نريد أن نتحكم فيهم ونُليّن رؤوسهم بطريقة فيها نوع من العناد من جانبنا أيضًا.
أسأل الله تعالى أن يكون هذا الطفل بارًا بك وبأمه، وهذا يتأتى من خلال التربية الصحيحة، وأن نذكره ببر الوالدين، وأن نعطيه أمثلة رائعة جدًّا من تاريخنا الإسلامي العظيم، فهذا سوف يجعله - إن شاء الله - في وضع أفضل وسوف يقل العناد لديه، وسوف يحس بالأمان، وهذه هي أصول التربية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.