علاج الوساوس [الفافرين]...وآثاره الجانبية
2011-04-20 10:47:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أما بعد، فجزاكم الله خيرا, والحمد لله الذي أرشدني إلى موقعكم منذ ست سنين تقريبا، فأنا صاحب الاستشارة رقم 2112938.
وسؤالي هو عن الفافرين، فما يمنعني منه أمران:
1- الخوف من آثاره الجانبية كشد الوجه وارتجاف باليد، والأثر الأخطر والأكثر سوءاً وهو التفكير بالانتحار وغيرها من الآثار البشعة.
2 - كونكم غير مسؤولين أو مراقبين من جهة.
أعتذر لهذا الشك، ولكن إن سلامة دماغي تعني لي الكثير، فكيف لي أن أدخل إليه مواداً كيميائية من صنع بشر لم يؤتوا من العلم إلا قليلا.
لدي شعور أن هذه المواد ستدمر حياتي وستؤدي بي إلى الانتحار، ونفس الكلام بالنسبة للدواء الثاني.
أريد أن أعرف ما الاضطراب العصبي الذي تنتج عنه هذه الأفكار؟ وما عمل الدواء؟ وهل يوجد له طب بديل؟ ومن أين أحصل على الطب البديل بدون وصفة؟ وهل له آثار جانبية؟
أرجو منكم أن تتفهموا حالي، وأريد الحل القاطع لمشكلة مضت عليّ تقريبا ستة أشهر.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فأنا أقدر رسالتك جدًّا، وأقدر مشاعرك لدرجة كبيرة جدًّا، والذي أود أن أؤكده لك أننا لا نصف أبدًا دواء من الأدوية التي تتطلب وصفات طبية.
الفافرين دواء يمكن الحصول عليه دون وصفة طبية، وهذا دليل قاطع على سلامته وعلى فعاليته، وما ذكر حول الآثار الجانبية ومع احترامي وتقديري الشديد جدًّا لما ذكرته، إلا أن هذه الآثار التي ذكرتها كالرجفة في اليدين والشد في الوجه ليست معهودة أبدًا مع عقار الفافرين، الفافرين قد يسبب سوء هضم في بداية العلاج، ولذا ننصح بتناوله مع الأكل، وهو الدواء الوحيد المصرح بتناوله حتى للأطفال واليافعين من هذه المجموعة.
وفي موضوع الانتحار والإقدام على الانتحار، فهذه قضية معقدة جدًّا وطويلة، وما ذكر أن هذه الأدوية قد تدفع بعض الناس إلى الانتحار هذا كلام قد يفقد الدقة في بعض الأحيان، والفافرين ليس من الأدوية الدافعة نحو الانتحار.
أخي الكريم: أنا حقيقة أقدر كلامك جدًّا، وأقول لك إن الحالات النفسية كالوساوس وغيرها، وكذلك الاكتئاب النفسي، لا شك أن كيمياء الدماغ تلعب دورًا أساسيًا فيها، والآن أثبت العلم وبما لا يدع مجالاً للشك أن التغيرات التي تحدث على مستوى الموصلات العصبية، وما يحدث من ضعف في إفراز بعض هذه الموصلات وعدم توفرها بالكمية أو الحجم أو الصورة المطلوبة في الفجوات التي بين الأعصاب قد تلعب دورًا رئيسيًا في هذه الحالة.
الدواء يعمل على تنظيم هذه المسارات الكيميائية، والدواء هو وسيلة وما جعل الله من داء إلا جعل له دواء، فتداووا عباد الله.
الاضطراب العصبي هو أمر نفسي يتفاوت في قوته وشدته وحدته وطريقته من إنسان إلى آخر، ومسمياته كثيرة وأنواعه كثيرة وأشكاله كثيرة جدًّا، لكن حالتك تعتبر من الحالات البسيطة إن شاء الله تعالى ومن الحالات التي يمكن علاجها تمامًا.
ربما تكون الصورة الأفضل والأكثر مثالية هي أن تقابل طبيباً نفسياً تثق فيه؛ لأن الثقة بين المعالِج والمعالَج هي إحدى الآليات المهمة جدًّا للعلاج.
بالنسبة للبدائل العلاجية: أنا لا أعتقد أبدًا أن البدائل العلاجية السلوكية تكفي وحدها، وهنالك الآن إجماع بين الثقات من العلماء والأطباء أن الجانب البيولوجي يجب أن لا يتجاهل - يعني الدواء - والجانب السيوكولجي يجب أيضًا أن نعطيه حقه - وهذا يعني الجانب النفسي - وكذلك الجانب الاجتماعي.
هذه هي الركائز الثلاث الأساسية التي يجب أن نقدرها في أي نوع من العلاج المنضبط العلاج ذي الكفاءة العالية.
أخي الفاضل: بعض الناس تلجأ إلى بعض الأدوية العشبية التي ربما تحسن من إفراز السيروتونين في الدماغ، وهي المادة التي يُعتقد أن اضطرابها يؤدي إلى الكثير من الحالات العصبية، وهنالك مستحضر عُشبي يعرف باسم (عشبة القديس جون) ويسميه البعض (عصبة القلب) موجودة أيضًا في الصيدليات، والبعض استفاد منها، والبعض لم يتحصل الفائدة المرجوة. فيا أخي الكريم إن أردت أن تطرق هذا الباب - أي أن تتناول هذا المستحضر العشبي - فهذا أيضًا ربما يكون أمرًا جيدًا، واحرص إذا أردت أن تتناول عشبة القديس جون أن تكون الجرعة خمسمائة مليجرام، تناولها مرتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.
وكما ذكرت لك سابقًا أنا أعتقد أن مقابلة الطبيب سوف تكون أمرًا مفيدًا لك؛ لأن الحوار المنضبط والحوار الجيد على المستوى العلاجي دائمًا فيه فائدة كبيرة.
أخي الكريم: نحن تفهمنا حالتك حسب ما نستطيع، ونحن نعرف تمامًا أن هذه الخدمة ليست خدمة مثالية ولكنها مساهمة ونسأل الله تعالى أن ينفع بها الناس، والوضع المثالي دائمًا في الطب النفسي هو أن تكون هنالك مقابلات شخصية قد تقل أو تكثر حسب الحالة.
الحل القاطع أخي الكريم هو أن تكون لك إرادة التحسن، فهذه مهمة جدًّا، وأن تسعى نحو هذا التحسن، وأن تتبع الإرشادات والتعليمات الطبية التي ترى أنها مفيدة.
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا على رسالتك هذه.