أرشدوني كيف أتوقف عن مصافحة الرجال وأتحجب؟
2023-04-16 02:15:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله كل خير على ما تقدمونه من مساعدة، جعله الله في ميزان حسناتكم.
عندي مشكلة حقيقية، أرشدوني إلى الصواب، فلا أدري ماذا أفعل! منذ مدة علمت أن من الواجب علي ارتداء الحجاب أمام أزواج عماتي، فقررت الالتزام بالحجاب أمامهم وعدم مصافحتهم، لكن هل أفعل ذلك مباشرة في المرة القادمة عند مقابلتهم، أم أتدرج في ذلك؟ لأن عائلتي ترى أن المصافحة من الاحترام، وعدم المصافحة من قلة الأدب، خاصة أن أزواج عماتي في عمر أبي.
الوضع صعب جداً علي، ولا أستطيع وصفه، خاصة أن كبير العائلة يرفض هذه الأمور رفضاً مطلقاً، فماذا أفعل؟ هل أتدرج في الحجاب؟ أن أغطي شعري فقط، ثم ذراعي، ثم أصافح مرة وأمتنع مرة، حتى لا ينتبهوا لي، أم هذا مرفوض؟ انصحوني حتى لا أحدث مشاكل بينهم وبين أهلي، وأرضي ربي.
بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ meriem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك -أيتها البنت الكريمة- وزادك هدى وتقى وصلاحاً، ونسأل الله تعالى أن يعينك على طاعته وييسر لك أسبابها، ويهيئ لك ظروفها. لقد وفقت للصواب حين قررت ارتداء الحجاب أمام أزواج عماتك، فهم رجال أجانب عنك، والله عز وجل قد أمر المؤمنات بالحجاب أمام الأجانب فقال:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}.
ولا شك أن الله تعالى إنما يرضى عن الإنسان حين يمتثل أمره ويطيعه، فاحرصي -بارك الله فيك- على نيل رضا الله تعالى، وإذا رضي عنك أرضى عنك الناس، وقد روت لنا أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- حديثاً عظيماً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال فيه: (من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس)، وقد قال الله تعالى قبل ذلك {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً} أي حباً في قلوب الخلق.
وننصحك أن تصارحي أمك برغبتك في طاعة الله تعالى وامتثال أمره في الحجاب، لتعينك بالتمهيد للأمر عند والدك، وربما كان من المستحسن جداً أن تبدئي بالتغيب عن حضور المجلس المختلط معتذرة بانشغالك بالمذاكرة ونحوها، حتى يألفوا غيابك، فإذا احتجت لمقابلة الرجال الأجانب فتوكلي على الله تعالى والتزمي حجابك وامتنعي عن مصافحة الأجانب.
وتوددي إلى والديك وأحسني في الاعتذار إليهما ببيان حكم الله تعالى، ونحن نظن أنهما لن يغضبا من ذلك، إذا كنت قد أحسنت التمهيد لهما من قبل، مع التأدب معهما والتودد وحسن البيان، فإذا أمراك بخلاف ذلك فلا تطيعيهما فيه، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا طاعة لمخلوق في معصية الله تعالى)، لكن كشف الوجه فقط عند الأمن من الفتنة قد رخص فيه كثير من الفقهاء، فإذا ألجأتك المواقف إلى هذا القدر فإن شاء الله لا حرج عليك أن تأخذي برأي هؤلاء العلماء.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك لكل خير، وبالله التوفيق.