قبول الفتاة بالزواج بشاب لا يحرص على تعلم العلم الشرعي رغم مواظبته على صلاة الجماعة وسمو أخلاقه
2004-06-14 18:27:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أعرف ما هو الحد الأدنى الذي يمكن قبوله في الدين في حديث:(إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) فإني فتاة -ولله الحمد- أرتدي الحجاب الشرعي، وأقوم بحفظ القرآن، وأحب الاطلاع في الكتب الشرعية وسماع المحاضرات الإسلامية، تقدم لي شابٌ ذو خلق، ومهذب، يحافظ على الصلوات في جماعة، ولا يفعل المحرمات من سماع الأغاني ومشاهدة التلفاز، ويقوم بغض بصره لأن تربيته طيبة، ولكنه لا يحرص على تعلم العلم الشرعي أو حفظ القرآن أو حضور الدروس؛ بدعوى أنه مشغول في العمل، كما أنه حليق ومسبل، ولكنه أبدى رغبته في الالتزام بجدية، كما أن أهل الإيمان قاموا بتزكيته فهل أقبل هذا الحد من الالتزام أم أنتظر من هو كفء لي؟ علماً بأن أبي له مواصفات خاصة في المستوى العلمي والاجتماعي تتوافر في هذا الشاب، ويبلغ هذا الشاب من العمر ثلاثون سنة، ولم يحفظ شيء من القرآن إلا قصار الصور.
جزاكم الله خيراً، ورزقكم العلم النافع والعمل الصالح، وبارك فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي العزيزة/ ريهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
نسأل الله أن يحفظك، وأن يكثر في أمتنا من أمثالك، وأن يرزقنا جميعاً العلم النافع والعمل الصالح.
فأرجو عدم التردد في قبول هذا الشاب الذي يجمع هذه المواصفات، وسيكون في قبوله رضى والديك، وبارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما على خير.
واعلمي أن للمرأة تأثير كبير جداً على زوجها، فمن السهل عليك -إن شاء الله- إكمال تلك الجوانب الناقصة.
وشكراً لك على هذا الحرص على صاحب الدين وعلى سؤال أهل الخير والإيمان ممن يعرفون هذا الفتى، والأخيار شهداء الله في الأرض.
وهذا الشاب ولله الحمد يتردد على المساجد، ويواظب على الجمع والجماعات، ويبتعد عن المحرمات التي تفشت -بكل أسف- في أوساط شبابنا، وفيه حياء والحياء لا يأت إلا بخير، وله رغبة في إكمال الجوانب الناقصة، فجمع بذلك بين النية الصالحة والأعمال الصالحة، فهنيئاً له بك وهنيئاً لك به.
وما من إنسان يقصد رضا والديه إلا كان التوفيق حليفه، واعلمي أن هذه الجوانب قد لا تجتمع في غير هذا الشاب، وقد يأتي من تقبلي به ولكن الوالد لا يرتضيه، فيكون الحرج الشديد، فاحمدي الله الذي جمع القلوب في أسرتك على هذا الشاب الذي توفر فيه إلى جانب تلك الخيرات المستوى العلمي والاجتماعي المناسب، فهذا أدعى للوفاق، واجتهدي في مساعدته على الالتزام، وتلطفي في الأسلوب، وأشعريه بمكانته، ولا تظهري له أنك أعلم وأفضل، ولكن تعاونوا على البر والتقوى، وكوني مطيعةً له ليعلم أن الدين يهذب أهله، وزادك الله حرصاً على الخير، ونفع بك البلاد والعباد، ورزقنا وإياكم الصلاح في الأولاد، والفوز في يوم المعاد.
والله الموفق.