إرشادات وكتب في الخروج من التخبط في الأمور والفشل في المشاريع
2004-05-16 19:52:55 | إسلام ويب
السؤال:
أنا إنسان أحس في نفسي عدم الثقة، لا أعلم هل هي عدم ثقة أو أمر آخر؟
لقد كنت أحب خالي حباً لا يعلم به إلا الله، وكنت في السابق إنساناً طموحاً أحمل الكثير من الصفات الطيبة، فقد كنت حنوناً كثيراً، أتعاطف مع الغير وأحب مساعدة الغير، ولكن للأسف الكثير من البشر يعتبر أن الطيبة غباء أو ضعف في الشخصية وغيرها من الأمور.
لقد كان والدي حفظه الله ثرياً يملك من المال الكثير، ولا يبخل علي بشيء، وذلك في حدود المعقول، وهذا هو سبب تعاستي مع خالي الذي يعتبر أخا والداتي، لقد كان يجلب لي المشاكل ويتعمد الإساءة لي مع الأقارب دون علمي وأنا غافل عن كل ما يدور حولي، وعلى نيتكم ترزقون، وبعد فترة أحسست بالتحطيم وعدم التوفيق، أنا أعلم أن التوفيق من الله عز وجل، وأعلم أن الله إذا أراد لي الخير سوف أجده وإذا أراد لي الشر سوف أجده، وهذا لا نقاش فيه، ولكن أشعر بتخبط في أوضاعي وكأنه معمول لي عمل سحري، لا أوفق في شيء، وعند دخولي في مشروع مثلاً لا أستطيع إكماله ولا أستطيع الاستمرار فيه، وأشعر أحياناً بضيق النفس، مع العلم أنني الآن متزوج والحمد لله، ولدي ثلاثة أطفال، ولكن حالتي المادية أصبحت ضعيفة بسبب عدم استطاعتي المواصلة في العمل، مع اجتهادي المكثف في الأمر، فإذا رغبت في اللعب أو المرح أو قمت بعمل أي شيء لا أرغب فيه مثل السفر فلا توجد لي مشكلة، ولكن إذا كان الأمر في الصلاة أو في العمل أو في الأمور المنزلية أو الأمور الخاصة أجد صعوبة في إتمامها، حتى إن زوجتي بدأت تغضب من وضعي الحالي، وأنا في الحقيقة لا ألومها، فهي من حقها أن تغضب.
أشعر بعجز وشلل كامل وحيرة في أمري، والله! إني أجلس مع نفسي وأبكي كبكاء الطفل عند ولادته، دلوني وأرشدوني، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يرزقك التوفيق والسداد في الأمور كلها.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أن حالتك قد يكون سببها فعلاً واحداً من اثنين: إما أن تكون مسحوراً فعلاً، وهذا أمرٌ وارد جداً، وكثير الوقوع، وعلاجه -ولله الحمد والمنة- سهل ميسور، وما عليك إلا أن تتوجه لبعض الإخوة والمشايخ المعالجين بالرقية الشرعية، وتعرض عليهم حالتك، وسوف تذهب عنك تلك الأعراض إذا وجدت المعالج الجيد بإذن الله تعالى.
وإما أن تكون الحالة التي عندك ناشئة عن خلل نفسي، وأنك محتاج إلى من يرتب لك عقلك ترتيباً جديداً، وهذه مسألة تُعالج عن طريق متخصص في علم النفس يُعيد لك الثقة في نفسك بالوسائل الطبية الحديثة، لذا أنصحك بأن تتوجه أولاً للعلاج بالرقية الشرعية، فإذا لم تستفد منها شيئاً فأرى أن تتوجه فوراً لأخصائي نفسي من ذوى الديانة والأمانة ليساعدك في إعادة الثقة بنفسك وترتيب أولوياتك، وهناك بعض الكتب والمراجع أنصحك بقراءتها أو بعضها، وستساعدك كذلك في إعادة الثقة في نفسك، وإشعارك بالقوة والحيوية والنجاح، ومنها:
1- كتاب: كيف تزرع الثقة في نفسك وفيمن حولك؟ د. هيا السبيعي.
2- كتاب: كيف نكسب الآخرين؟ د. عبد المنعم فارس.
3- كتاب: أتح لنفسك فرصة. ترجمة. عبد المنعم محمد الزيادي.
4- كتاب: قوة التحكم في الذات. د. إبراهيم الفقي.
5- كتاب: المفاتيح العشرة للنجاح. د. إبراهيم الفقي.
6- كتاب: كيف تصبح مليونيراً؟ عايدة الرواجبه.
7- كتاب: مهارات الاتصال بثقة. ترجمة د. مبارك بن محمد الحماد.
8- كتاب: دع القلق وابدأ الحياة ترجمة. عبد المنعم الزيادي.
9- كتاب: كيف تفهم نفسك وتفهم الناس؟ ترجمة. شقيق فريد.
10- كتاب: كيف تقنع محدثك في 30 ثانية؟ ترجمة. مصطفى دليله.
11- كتاب: فن الحوار والإقناع. محمد ديماس
12- كتاب: 21 يوماً للحصول على القوة والسلطة ترجمة مكتبة جرير.
فالاطلاع على هذه الكتب وقراءتها بطريقة جيدة يفيد في إعادة الثقة في النفس بإذن الله، ويفتح أمامك أبواب النجاح على مصراعيها إن شاء الله.
أخيراً: هناك علاج قوي ومؤثر قبل هذا كله، وهو الدعاء، وحسن الظن بالله، والثقة في موعود الله، وأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فأكثر من الدعاء، واعلم أن حالتك ليست ميئوساً منها، وأن علاجها سهل جداً إن شاء الله، وما عليك إلا الأخذ بالأسباب، وما هي إلا أيام معدودات حتى تستعيد ثقتك بنفسك، وتحسن التعامل مع زوجتك ومع الآخرين من حولك، والأمر مجرد ابتلاء وامتحان من الله تعالى، وسيرفعه الله عنك بالدعاء، مع الأخذ بالأسباب، فقم وانهض، واستعن بالله ولا تعجز، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً، فتوكل على الله، وعما قريب جداً إن شاء الله ستكون في أحسن حال وأتم عافية.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد في الدارين، وبالله التوفيق.