مال لا يكفي إلا لأحد أمرين: الزواج أو شراء بيت للزواج
2004-03-26 11:26:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي تكمن في حيرتي بين أمرين.
أنا شابٌ عمري 27 سنة، أعمل والحمد لله، أهلي يصرون على أنه حان الوقت المناسب للزواج، وأنا شخصياً لست ضد الفكرة، ولكني لا أملك شقة أو بيت ملك لي، وحسب ما كنت مخططاً لنفسي ولمستقبلي فأنا أريد أن أجمع ثمن البيت أولاً ومن ثم التفكير بالزواج، رغم أن ذلك سيكون على حساب الزواج، فقد يتأخر أمر الزواج كثيراً؛ وذلك لعدم القدرة بين التوفيق في الأمرين معاً، فما أملكه من مال قد يكفي لأمر واحد، إما الزواج وإما قسط أول لثمن شقة.
أهلي يصرون على أن أقوم باستئجار شقة للسكن والزواج في هذه السنة؛ محتجين بأن تملك بيت سيكون في المستقبل، خاصة إذا تزوجت من فتاة تعمل وتساعدني على ذلك، وأن الأمر يكون درجة درجة، ويقولون بأن الأولوية في الأمرين الزواج ؛ نظراً لكوني الأصغر بين إخواني، ولم يبق إلا أنا عازب وقد حان الوقت للزواج.
فأنا واقع بين (حيص بيص) لا أدري ما هو الصواب، لقد كثر تفكيري وأقلقني ذلك وأثر في حياتي كلها، فلم أستطع النوم ولا الأكل لكثرة التفكير.
أرجو منكم أن تساعدوني في حسم أمري، وما هو الصواب في رأيكم؟ هل هو تأخير الزواج أم تأخير تملك بيت واللجوء إلى الإيجار؟
ولكم جزيل الشكر والعرفان.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الأستاذ / عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً، ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يرزقك البر بأهلك وطاعتهم والإحسان إليهم، وأن يوسع رزقك، وأن يرزقك زوجةً صالحة تعينك على طاعته ورضاه وتؤسس معها بيتاً صالحاً.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أن تتوكل على الله وتعمل بنصيحة أهلك، فهي فعلاً نعم النصيحة؛ لأن الزواج في هذه السن مناسبٌ جداً لعوامل كثيرة يطول شرحها، من أهمها: فتح باب جديد من أبواب العبادة والطاعة والاستقرار النفسي، والتبكير بالإنجاب الذي ثبت علمياً أن فرصة تربية الأولاد بصورة أحسن وأفضل تكون عند توفر فرصة الوالدين وشبابهما، وفوق ذلك سعة الرزق وزيادته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حق على الله عونهم ...، ومنهم: الشاب يريد العفاف) فتوكل على الله، وسيوسع الله رزقك بضم رزق زوجتك إلى رزقك إن شاء الله؛ لأن لكل واحد منكما رزقه الخاص كما لا يخفى عليك، وكذلك لتدخل السرور على قلب أهلك وفرحتهم بك، ومستقبلاً تستطيع أن تدخر بعض الأموال التي تستطيع بها شراء الشقة المناسبة إن شاء الله، ولعلمك فإن السواد الأعظم من الشباب المكافح بدءوا حياتهم هكذا، ثم وسع الله عليهم وبسط لهم في أرزاقهم، فاستعن بالله، وسل الله أن يرزقك زوجةً صالحة تكون عوناً لك على طاعته، وتعينك على بر والديك وإكرامهما، والإحسان إليهما، وتُرزق منها بذرية صالحة مباركة تكون قرة عين لك، ولأهلك وللمسلمين، ولعله أن يكون منهم من يحرر المسجد الأقصى السليب، ويطهر الأرض المباركة من حوله، وبالله التوفيق.