السؤال
السلام عليكم.
أستاذي الفاضل! أريد أن تنصحني ماذا أفعل فيما أشعر به من ضعف اليقين في موضوع الدعاء الذي أعده ديدن حياتي، ومصدر قوتي وتوفيقي.
أنا فتاة في التاسعة والعشرين ملتزمة بالدين والحجاب منذ طفولتي، مرت بي فترة صغيرة من حياتي بعدت فيها عن رحاب الله قليلاً، ثم أعادني إليه بفضله ومنه، وأنا أدعو في موضوع الزواج منذ خمس سنين أو أكثر متحرية كل أوقات الإجابة متأدبة بآداب الدعاء، وملتزمة بالشروط قدر استطاعتي وتمر بي أوقات كثيرة في دعائي، أبكي بشدة، وأشكو إلى الله مدى إلحاح الموضوع علي، واضطراري إليه من شدة ما أجرح ممن حولي! ومن أهلي.
وتقدم لي أشخاص كثر ولكنهم كلهم غير مناسبين، أنا أكملت الماجستير في دراسة طب الأسنان وعلى وشك فتح عيادتي الجديدة، وجعلتها للنساء والأطفال فقط، وأخلص نيتي فيها لوجه الله قدر استطاعتي، ولكني خائفة بعض الشيء حيث أخشى أن أكون غير موفقة؛ لأن أمي تقول لي إن أمورك غير ميسرة.
أستاذي الفاضل! قيل في إجابة الدعاء إن الله إما أن يحقق لك ما تريد أو يطمئنك، أو يلقي في روعك أن هذا الموضوع لا يناسبك، ولكني لا أجد شيئاً من هذا إلا أني أشعر بعد الدعاء الطويل بسعادة وتفاؤل، ولكن لا يستمر هذا لأكثر من ساعات.
والله إني تعبت من هذا الموضوع جداً، وعندما أريد تحضير نفسي أن هذا الأمر ممكن ألا يحصل أشعر بإحباط شديد.
والله يا دكتور! نحن أسرة ملتزمة، وتعودت منذ صغري أن أرى أبي مواظباً على جميع صلواته في المسجد، وعندما يتقدم لي شخص وأقول لأمي: أريد شخصاً يصلي الفجر، تقوم القائمة علي؛ لأن أمي ليست متدينة مثل أبي.
وعندما تراني أتابع برامج دينية، تقول لي ماذا نفعك هذا؟ سيدي هل في دعائي الله أن يهب لي من لدنه زوجاً تقياً هنياً غنياً عاجلاً جداً جائز؟ هل ترى أن الأفضل أن أستمر في هذا الدعاء، وأنتظر حصوله أم أهيئ نفسي لعدم حصوله؟
أستاذي! هل من الممكن أن يحمل الله إنساناً فوق طاقته وهو يدعوه ويلجأ إليه ويستغفره، ويحاول قدر استطاعته أن يقبل عليه؟ كيف يمكن أن أكون راضية؟
مع العلم أني أدعو الله أن يرضيني، وأنا مواظبة على قراءة الدروس، والتعرف على أسماء الله الحسنى؟ كيف أملأ قلبي بحب الله؟ حيث أجد نفسي أعبده خوفاً أكثر منه سبحانه.
رجائي منك أن تدعو الله لي بالفرج القريب.
جزاكم الله كل خير.