بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أهله وصحبه ومن والاه.

صحيح أن الدين همٌّ بالليل وذل بالنهار، لقد قرأته في هذا الموقع وأثّر فيّ كثيراً.. أمي اقترضت من جدي -الذي هو والدها- بسبب مشكلة حصلت لوالدي مبلغاً، بالنسبة لي هو كبير؛ لأنني أنا التي سأدفع، ومجبرة على الدفع؛ لأني أتقطع من داخلي حين أحس بأمي تتقطع لأجل ذلك الدين (حر المطالبة)، وحرارة تكلف الأداء مع عسرتها، لا يوجد من يتكلف بهذا الدين سواي أنا؛ لأن والدي عاطل عن العمل، وكبر في السن.

كنت أفكر أن أقترض من البنك لأسدد المبلغ، لكن أنا ملتزمة وأخاف الله، وأخاف من الربا أن يطاردني، والأكثر من هذا جدي ينغّص علينا من حين إلى آخر، مع أنه ميسور الحال، مهما قلت فإن الله هو المطلع بأحوالنا.

ومشكلتي تقدم لي العديد من الشباب وأنا أرفض لمجرد من يقضي الدين عن عائلتي، وراتبي قليل أقسمه إلى نصفين، نصف للمعيشة، والنصف الآخر للدين، أنا أستعين بالله أن يقضي عني الدين في أقرب وقت.

أرجو منكم الدعاء وتوجيهي والتخفيف عني؛ لأني سأصاب بانهيار عصبي.

جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الله سوف ييسر لكم أمر السداد، فتعوّذوا بالله من غلبة الدين وقهر الرجال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يطيل في طاعته الآجال، وأن يرزقنا حسن الأقوال والأفعال، وأن يملأ قلوبنا بمحبة الكبير المتعال.

وكم أنا سعيد بقيامك بالواجب نيابة عن والدتك وأسرتك، وقد زادت سعادتي لما علمت من رفضك للربا وأسأل الله أن يعينك على السداد، وأن يوفق جدك للصبر والرحمة بالعباد، وأرجو أن لا يكون الدين سبباً في رد الخطّاب، ولكن لا مانع من طلب موافقة على مواصلة العمل بعد الخطبة والزواج، وقد يوفّق الله خاطبك فيضع يده في أيديكم ويتم السداد، وأرجو أن تعلني لجدكم الالتزام بالسداد، واطلبي منه الصبر وأخبريه بحقيقة الوضع، واختاري في كلامك معه ألطف العبارات.

وأرجو أن تعمري منزلكم بطاعته وتقواه؛ لأنها مفتاح الرزق والفلاح، وأكثري من ذكر الله في المساء والصباح، وعوّدوا ألسنتكم كثرة الاستغفار والصلاة والسلام على رسول جاء للخير والإصلاح.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله فإن الله سبحانه وعد أهلها بتيسير الأمور، فقال: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا))[الطلاق:4] ووعدهم بإخراجهم من الورطات فقال: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))[الطلاق:2-3]

نسأل الله أن يعينك على أداء الدين.