الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تجنب الآثار السلبية لوجود الإنترنت في المنزل على تربية الأبناء.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أدخل زوجي الإنترنت بالمنزل ليطلع على المواقع الإسلامية، ويكون عند الأولاد اطلاع على الإنترنت؛ لأنهم يسمعون من زملائهم بالمدرسة عن ذلك، فوضعت الكمبيوتر في الصالة ليكون أمام الجميع حتى لا ينفرد أحد به، ويوسوس له الشيطان بذلك.

ومع مرور الوقت اكتشف زوجي أن ابنتنا التي تبلغ من العمر (15) عاماً تشارك بمنتديات إسلامية، وتتبادل رسائل مع الأعضاء، رغم أننا كنا نحذرها من ذلك، ونشرح لها مدى خطورة ذلك، واكتشفت أن ابنتي أصبحت تكذب، وكنت قد أخبرتهم قبل أن نكتشف أنها تفعل ذلك أن والدهم سيلغي الإنترنت فأصبحت تبكي، وتقول ابنتي الأصغر سناً: (كيف تحرمونا من شيء تعودنا عليه؟) فماذا نفعل؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ لبنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ما ينبغي أن تدفعنا دموع الأبناء إلى مخالفة شريعة رب الأرض والسماء، والإدمان على الإنترنت يضر الرجال والنساء، ويؤثر على علاقتهم وصلاتهم ويعرضهم للمخاطر والشقاء، ومرحباً بك في موقعكم، ونسأل الله أن يلهمكم السداد وأن يجنبكم السوء والفحشاء.

ولقد أسعدني وجود الإنترنت في صالة مفتوحة وأفرحني هذه المتابعة من قبلكم، وقد أحسنتم باتخاذ موقف واضح، وأتمنى أن تحاولوا إقناع الأبناء، وقد صدق من قال: (إذا أردت أن تُطاع فعليك بالإقناع)، وذلك لأن هذه السن يفيد فيها الحوار.

والقرار الذي يتخذ بعد محاورة ومناقشة يسهل على الأبناء القبول به دون شعور بالحرمان أو المنع الذي ليس له مبررات، ولا شك أن الدخول في المنتديات لا يخلو من المخاطر لأن الميدان مفتوح، وهناك من يدخل بشخصيات وهمية فربما دخل معهم شاب على أنه أنثى أو العكس، والفتاة في هذه السن عرضة للابتزاز.

وأرجو أن توفروا بدائل مناسبة مع ضرورة أن تقتربي من ابنتك وتوفروا لها ولأخواتها الإشباع العاطفي، وذلك لأن الطفل المحبوب قلَّ أن ينحرف أو يضيع، ولا شك أن دراسة آثار القرار ومتابعة الآثار على أفراد الأسرة من الأمور المهمة، وأرجو أن تتفقوا على خطة موحدة في التربية والتوجيه.

ولا شك أن الإنترنت سلاح ذو حدين، فهو مفيد لمن استخدمه بطريقة صحيحة، مضر لمن يسيء استخدامه، والحكيم من فاز بفائدته وتوقى أضراره، وأرجو أن تشرحوا لابنتكم الكريمة خطورة المشاركة في منتديات الرجال، وتقربوا هذا الشرح بطريقة عقلية، وتقولوا لها: هل ترضين أن تتصلي برجال أجانب بالهاتف، أو تتفقون على اللقاء في مكان معين؟ وهكذا النت، ما هو إلا ساحة فسيحة يتبادل الناس فيها الاتصالات بمختلف أنواعها، وقد يجتمعون في غرفة واحدة ومكان واحد، لا سيما إن كان رجلاً وامرأة وحدهما فالشيطان ثالثهما تماماً كما لو كانا في غرفة حقيقية، وقد عايشنا قصصاً مؤلمة لا داعي لسردها هنا.

هذا شيء؛ والشيء الآخر هو جانب العلاج التوجيهي، أي توجهونها نحو المنتديات النسائية الخالصة، وليست النسائية فحسب؛ بل المنتديات النسائية المحافظة، مع المراقبة أيضاً.

أمر آخر: آلية المراقبة لا ينبغي أن تكون تقليدية، بل اجعلوا المراقبة على شكل مشاركة مع الأولاد في تصفحهم والدخول معهم في حواراتهم، فهذه الطريقة تفيدكم أمرين:
الأول: الاطلاع التام على سلوك الأبناء وتصفحهم، ثانياً: تدريبهم وتقويمهم لإعدادهم جنوداً لخدمة هذا الدين عن طريق الشبكة العنكبوتية.

وبهذه الطريقة تتجنبون مساوئ انزلاق الأبناء في مهاوي النت، مع الحرص على الظفر بفوائده، وعدم بحث الأبناء مستقبلا عن بديل سيئ، أو مطالعة للنت في أماكن أخرى بعيدة عن أعينكم.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، فإنه سبحانه يجيب من دعاه ويوفق من يحتمي بحماه، ونسأل الله أن يحفظكم وأن يسدد خطاكم.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً