السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لدي طفل عمره أربع سنوات ونصف، ويتميز عن إخوانه الثلاثة بذكاء واضح، وسرعة بديهة، وطيبة قلب لا تماثلها طيبة، كما أنه اجتماعي مع أقرانه، لكنه عنيد لدرجة لم أر مثلها في عائلتي أو عائلة زوجي، وإذا قرر الصمت فلن تفلح قوى العالم بأسره لفك صمته، وكثيرة هي الأسباب التي يجعلها ذريعة لصمته.
علماً أنه يشارك في الروضة بفعالية - كما تقول معلمته - حينما يوافق السؤال مزاجه، وإذا لم يعجبه السؤال فإنه يظل صامتا وينظر للأرض حتى لو استمر طيلة فترة الدوام على هذه الحال، وهو يملك من الصمود ما تنهار أمامه جبال الصبر عند أشد المربين تحملا.
وإذا ذهب للمسجد لحفظ القرآن فإنه يقرأ أحياناً كسيولة الماء العذب، وأحياناً يترك المحفظ يحوقل ويهز رأسه دون أن ينبس ببنت شفة، ويعود للمنزل كالمنتصر يلهو ويلعب مع رفاقه وكأن شيئاً لم يكن.
وأما في البيت فنحن بين الترغيب والترهيب، ورغم سعادته بالحوافز إلا أنه لا يفتقدها إذا عوقب، ويتظاهر بأن كل عقوبة لا تهمه، وقد بدأنا نخصه بمزيد من الاهتمام والعاطفة والنزهات الفردية، ونتحدث معه لنعرف سبب وجومه وصمته المفاجئ، لكن أسبابه واهية لا تطابق الحقيقة، فماذا نفعل؟!