السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله كل الخير على هذا الموقع الرائع.
أنا امرأة وعمري 33 سنة، وأعيش حياة هانئة مع زوجي، ولدي ولدان وابنتان، ولكن مشكلتي مع ابني الأكبر، عمره 13 سنة، ومشكلته أنه إلى الآن يخجل من أن يتكلم كلمة واحدة، وكلما ازداد عمره كلما قل كلامه، والآن هو في الصف السابع، لا يتكلم كلمة واحدة أو ليس لديه القدرة على الشرح، وكلامه قليل معي، ولا يتكلم مطلقاً مع أبيه، كأنه غريب عنه، وما يجمعه به هو البيت فقط، وليته لا يتكلم خجلاً ولكن أحياناً أشعر بأنه غير قادر على الكلام، وهو كذلك بالفعل، ولا يعرف التكلم بالشكل الصحيح، وإن تكلم معي أو طلب مني شيئاً معيناً فتكون حالته كالتالي:
يتكلم بلسان مرتخ جداً جداً، ويمد في الكلام، وهو يتمايل، ولا أعرف ما هو الحل؟ وهو في البيت نادراً ما يتحدث مع أخيه أو مع أخواته، مع أن أخاه الأصغر أصغر منه بسنة فقط، وهو كذلك في مدرسته، لا يتكلم فقط يبتسم أو يضحك، ومع أولاد الجيران لا يتكلم، يبقى هادئاً معهم، ولكنه يذهب إليهم ويمشي معهم، فمثلاً: عندما تأتي جارتي عندي تقول له: أين أمك؟ يقف ولا يجيب، وبعد فترة من الزمن من الممكن أن يعطيها جواباً بلسان مرخ، ولا يجيب جواباً كاملاً، حيث أن مستواه الدراسي بدأ بالتدني بشكل ملحوظ، حيث أن علاماته أدنى من علامة النجاح، وأحاول أن أتابع معه دروسه إلا أنني في البداية أشعر أنه معي، وبعدها يسرح في عالم آخر، وأشعر بأنه يتابع شيئاً معينا ويسرح فيه، ويغرق معه، ولا أعرف ما هو، يبقى على ذلك فترة طويلة، وبعدها يعود، وأقول له عدت معي فيضحك ولا يعطيني أي شيء.
وأسأله مع من كنت؟ ومن كنت تتخيل؟ وما الذي أضحكك؟ وماذا تحسب في عقلك؟ لا يرد أبداً علي.
والمشكلة الأخرى عندي هي: زوجي، فلا يساعدني في هذا الموضوع، ولا يتكلم مع ابني مطلقاً (الذي هو ابنه طبعاً)، وعندما أناقشه بالموضوع يغضب ولا يتكلم كلمة واحدة، وزوجي مثالي معي جداً، ولا يحصل أي خلاف بيننا والحمد لله، ولكن ما يسبب المشاكل بيننا هو عندما أقول له عن ابننا، وأطلب منه أن يبادر في الحديث معه، ويقوي شخصيته، فيبقى زوجي صامتاً ولا يقول كلمة واحدة، مع أن زوجي حنون جداً علي، وعلى بناته، يعشقهن ويموت فيهن لدرجة غير طبيعية.
وزوجي يحب إخوانه وأخواته وعلاقته معهم جيدة جداً، وأبو زوجي (حماي) أب مثالي جداً، وهادئ، ويستمع لأولاده كثيراً، ولطيف جداً، ولكن لا أعرف ما سبب بعد زوجي عن أولاده الأول والثاني، يعني زوجي بعيد عن أولاده الذكور وأحسه لا يحبهم، ولا أشعر بأي حنان من قبله تجاههم.
ولكن مشكلتي مع الأول حيث أن ابني الثاني كثير الكلام، وفصيح جداً، وذكي، ودائم النقد والتعليق، ويتكلم معي كثيراً، ويناقش ويجادل أباه، ولكن ابني الأكبر لا يتكلم، ومثلما وصفت لكم حالته، فأرجو منك الإفادة وادعو الله لي أن يساعدني.
ولكم عظيم الأجر من الله.