السؤال
مستشاري الفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كل عام وأنتم بخير
أبعث لكم بما أشكو لعل وعسى أن أجد لديكم الحل الشافي لتفوزوا بدعوة في ظهر الغيب، أسأل الله ألا ترد...
أنا فتاة في 23 من عمري خريجة جامعية، عاطلة عن العمل، لدي أمور تؤرقني وهي:
1.الخوف.
2. الرهاب.
3.ضعف شديد في الشخصية.
4.انعدام اللباقة في الكلام.
5. الحساسية الشديدة.
6.سوء التنظيم.
وإليك شرحاً وافياً لما أعانيه:
1.الخوف:
لدي تخوّف شديد من الإقدام على أي خطوة جديدة، الخوف من أن يكون جدولي الدراسي مكتظاً بالساعات، الخوف من الدكتور الذي سوف يدرسني المادة، الخوف من الموت، الخوف من المقابلات الشخصية في الوظيفة ، الخوف من الدخول على الطبيب أو الطبيبة في حال أصابني أي مرض (وسبب خوفي من الطبيب من أن يقوم بكشف جزء خاص وحساس من جسدي)، الخوف من المستقبل، ( علماً بأن لدي 7 خصلات بيضاء في شعري الأسود فهل له علاقة)؟
2.الرهاب:
وأقرب موقف حصل معي حين ذهبت في العيد لإجتماع عائلي ولم تكن والدتي معي.. ( أصبت بارتجاف شديد، وخوف، وسرعة في التنفس، ونبضات القلب) وكل هذه الأعراض حصلت معي حين دخلت على المجلس المليء بالنساء، وخفت هذه الأعراض تدريجياً حتى وجدت مقعداً للجلوس، وحين أتت والدتي اختفت جميع هذه الأعراض، وأحسست براحة وأمان، (علماً بأن ثقتي بنفسي مهتزة نوعاً ما )، وحين كنت في الجامعة لم أفكر أن أناقش الأستاذة في أي مسألة حياءً وخجلاً، وخوفاً من نظرات البنات، وخوفاً من مناقشة الأستاذة لي، وهي مناقشات ثقافية لا حيلة لي بها.
3.ضعف شديد في الشخصية:
وهو المسبب الرئيسي لبقائي في صفوف البطالة، حيث أنني لست قوية ولا حازمة في تعاملي مع أي أمر من الأمور، وسبب ذلك استغلال البعض لي، ولست بقيادية .. وليست لدي الجرأة على القيام بعمل عرض Presentation حيث طلب مني ذلك في مشروع التخرج فرفضت واكتفيت فقط بتقليب الشرائح بالماوس ليتسنى لفريق العمل الذي معي بأن يقرأ من الشرائح، وحين أجبرت على تقديم العرض أمسكت الورقة وقرأتها بسرعة ورأسي منخفض وعيناي في الأرض، ونظارتي السوداء على عيني، وضربات قلبي تزيد، وبعد التخرج تقدمت بوظيفة واجتزت المقابلة .. وفي أول يوم حين أردت الشرح للطالبات أصابتني نفس الأعراض .. وهربت من الوظيفة.
4.انعدام اللباقة في الكلام:
بحيث أنني لست متحدثة جيدة أجعل الكل يستمع إلي .. صمتي طويــل .. ولا مواضيع لدي تجذب المتحدث معي.. وحين أتكلم تتكلم يداي معي، وأرتبك خصوصاً أذا كان الشخص الذي أمامي ممن يعرفني (أي من الأقارب) .. وفي بعض الأحيان أرمي بالكلمة دون قصد.. وأجرح من يتحدث معي .. ولا قدرة لدي على الاعتذار ..فأترك الأمر وأترك الجرح الذي سببته.. وأعيش مع وخز الضمير وعذابه.
وأريدك أيضاً أن تعلم أني أخاف، وتزداد ضربات قلبي في حال اتصلت بي إحدى صديقاتي القدامى .. وأما أنا فلا أتصل إلا لصديقاتي المقربات جداً.. ويكون بشكل نادر.. وعادة يكون تعاملي مع Sms ، Mms.
5.الحساسية الشديدة :
بحيث أنني أتعب نفسياً وبصورة مزعجة لي في حال إذا تهزأت أو صرخ أحد في وجهي.. أكون مستاءة جداً، ولا يمكنني نسيان الموقف.. وتعبي النفسي يزداد أكثر فأكثر في حال ضربني أي أحد وكان الضرب مؤلماً ومبرحاً .. ( وقد حصل لي موقف حين كنت في ال 14 ضربتني والدتي أمام الناس بالحذاء - أعزكم الله - وتألمت كثيراً ).. على الرغم أني قد سامحت كل من أساء إلي .. ولكن يبقى الأثر في النفس متعباً مؤلماً ..
6. سوء التنظيم:
بحيث إذا أوكل لي أحد أي مهمة .. يستحيـل أن أؤديها كما هي مطلوبة مني ..لابد أن يكون بها عيوب ونواقص .. على الرغم من حرصي الشديد على محاولة إتمامها 100% ..مثال / طُلب مني في الصيف الماضي أن أرتب رحلة للسفر لمنطقة معينة .. وأقوم بالبحث عن المعلومات السياحية الخاصة بالمنطقة من النت.. فكانت النتيجة:
أ. عدم التأكد من موعد الرحلة مما سبب التأخر يوماً كاملاً .. والبحث عن رحلة بديلة.
ب. تم اختيار أسوأ الشقق السكنية.
ت. تم اختيار أسوأ الأماكن السياحية للتنزه.
وفي الأخير .. أصبحت صفراً على الشمال .. لا يؤخذ برأيي ولا يوثق بي في أي اقتراح كان.
___________
مستشاري الفاضل ، هذا ملخص مشكلتي ..بالرغم من تشعبها وطولها ..إلا أن هناك بعض التفصيلات ..سأضيفها .. فيمكن أن تجد من خلالها الحل الشافي بالنسبة لي.
* والدي رحمه الله لم يكن قاسي القلب، كان أستإذن جامعياً في التربية.. لكنه كان عصبياً جداً.. وقد تعرضت للضرب منه منذ أن كنت في ال4 من عمري .. وهو الآن متوفى رحمه الله .. واستمر بضربي الضرب القاسي جداً .. يشمل شد الشعر .. ورفس بالأرجل ..وجلد بالعقال .. وسلك الراديو .. لم يراعِ بداية مراهقتي .. وماذا أفعل إن كان مستواي التعليمي أقل من إخوتي؟ فاستيعابي العلمي بطيء جداً .. سامحك ربي يا أبي.
* خوفي من الطبيب: في طفولتي (7سنوات) أصبت بشرخ شرجي سبب لي دماً مع التبرز.. أسرع بي والداي للمشفى.. ويأتيان بي للمراجعة، ومعي إخوتي .. وقد كان الطبيب يكشف علي ( ولا يخفى عليك كيف تتم عملية الكشف) .. والعائلة موجودة في العيادة، والطبيب لم يضع ساتراً، والكل يتفرج ويستهزئ ويضحك .. وتسبب لي هذا الموقف بألم شديد .. وحتى الآن أجد أثره.. وقد كنت طفلة إلا أنني كنت وديعة لم أعاند وأرضخ حال الكشف، وأتألم نفسياً وجسدياً .. وأتمزق أكثر إذا سمعت ضحكات من حولي ...وكبرت وأهلي وإخوتي يذكرونني ويعيرونني بها.. والآن إذا مرضت وأردت الذهاب للطبيب أفزع فزعاً شديداً من أن تتعرض مناطقي الخاصة للفحص، وأفضل أن أذهب للطبيب أو الطبيبة وحدي بلا مرافق.
*حين كنت في ال14 من عمري .. ومع التقلبات المزاجية للمراهقة .. أراد والدي أن يذهب بي للطبيب النفسي، حاول معي بكل السبل، ولكنه لم يفلح معي ... فقد كنت أبكي وأبرر بأنني لست مجنونة.. وأخبرني أن المريض النفسي لا يرى نفسه مريضاً .. ولكن باءت محاولاته بالفشل.
مستشاري الفاضل ...
* هل يوجد حل لما أنا به دون الحاجة لزيارة طبيب نفسي؟ وهل في حال اضطررت إلى الذهاب للعيادة ستصرف لي أدوية تلازمني مدى العمر؟ وهل للتربية دور في نشأتي بهذا الشكل؟
- أتمنى العفة والزواج ولكن كيف وأنا بهذه الحال؟ متعبة، محطمة، مرهقة .. فلا يمكن أن أتزوج حتى ألملم شتات نفسي، وأعيد بناءها وطلاءها .. وأقف على قدمي، ولا يستغلني أحد.. وأن أكوّن دائرة كبيرة من الصديقات الصالحات بدل الوحدة والكآبة.. فخذ بيدي أرجوك وأعطني حلاً شافياً كافياً كي أكون مؤمنة قوية وأكون خيراً وأحب إلى الله من الضعيفة، لا أخشى في الله لومة لائم!
عذراً على الإطالة وجزاك الله عنا وعن المسلمين كل خير.