السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
إخوتي الأعزاء في الشبكة الإسلامية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أكتب لكم هذه الاستشاره، والهم يعصر قلبي، وبلغ مني مبلغه، ولكني ما زلت أرى بصيص أمل ينبع من إيماني بأن الله لا محالة مفرج همي، وسيكفيني، وسيحقق لي ما أريد من خير، فأنا أؤمن به، وأتوكل عليه، وكتابتي لكم أعتبرها من باب الأخذ بالأسباب الذي يقتضيه التوكل.
أسأل الله أن يرزقني وإياكم حسن التوكل عليه، وأعرض لكم معاناتي بشيء من التفصيل، كي يتسنى لكم إرشادي إلى ما يجب علي فعله في حالتي هذه خاصة، وأرجو أن يتم الرد علي دون تحويلي إلى استشارات مشابهة.
أنا شاب مصري أبلغ من العمر 19سنة، تبدأ مشكلتي وأنا لم أتجاوز 11سنة، فكنت مريضاً ب(ثلث الليل ) فكنت صغيراً أو بمعنى أدق لم أكن أحمل المسئولية، فكان أبي يذهب بي إلى الأطباء المتخصصين، وكانوا يصرفون لي الأدوية، أتذكر اسمها إلى الآن فمنها (تفرانيل) وبعض الأدوية الأخرى، وكنت أستمر عليه فترة قصيرة لشعوري بالملل واليأس من الشفاء، فأترك العلاج بطريقة مفاجئة كما آخذه بنفس الطريقة، أنسى الأمر وأحاول أكيف نفسي مع الوضع الجديد، ويئست من الشفاء.
وكان عمري وقتها 13سنة تقريباً، فأحس والدي بضرورة الذهاب إلى الطبيب مرة أخرى، فأذهب أنا وأبي إلى طبيب آخر، ثم يكتب لي نفس الدواء مع تغير بسيط، يكتب لي أدوية أخرى لم أتذكر اسمها، وينصحني الطبيب بكيفية استعمالها، والمدة التي أنتظم بها بأخذ الدواء، ولكنني كنت أهمل تلك التفاصيل، أبدأ بكمية كبيرة وأنتهي فجأة عندما أشعر بالملل واليأس، ثم تمر علي فترة ثم أذهب إلى طبيب آخر.... وهكذا كانت حياتي إلى أن وصل بي العمر 16 سنة.
فعندما شعرت بالمسئولية تجاه نفسي ذهبت إلى طبيب وكنت في غاية الإحراج، فكتب لي (انافرانيل ) وبعض الأدوية الأخرى، فبدأت بالعلاج دفعة واحدة لفهمي الخاطئ، وهو عندما آخذ الدواء بكميات سيتم الشفاء بسرعة رغم نصيحة الطبيب، وكيفية استعمال تلك الأدوية، وبعدما من الله علي بالشفاء من هذا البلاء لم يمر وقت إلا وبدأت مشكلتي الحقيقية والتي أعاني منها حتى الآن، وهي كما قرأت عنها في الاستشارات السابقة (الرهاب الاجتماعي)، فبدأت تدهور حياتي فلم أوفق في دراستي فرسبت في سنتين متتاليتين رغم أن أهلي وأقاربي لم يصدقوا ما حدث، منذ ذلك الحين علمت أنما يحدث لي شيء غير طبيعي، الرسوب شيء طبيعي.
مشكلة أي إنسان ممكن أن يلقاها في حياته، ولكن سنتين متتاليتين وكان هذا أول ما رسبت في حياتي، دائماً كنت أنجح وأحصل على أعلى الدرجات، وكان أبي يفخر بي وسط أقاربي وأصدقائه، وكنت محبوباً أيضاً وسط أقاربي، ومرغوباً بين أصدقائي، بدأت أخاف من مجالس الناس لشعوري أنهم أفضل مني، فكلما تحدث إلي أحد أشعر بتوتر شديد، وخاصة في عضلة الفم، وأشعر وكأني لا أجيد الحديث معهم، حتى أصدقائي فقدت معظمهم وفقدت حب الناس.
فعندما أجلس مع نفسي أتذكر ما كنت عليه وأنا في الصبا فأتحسر على ما أنا عليه اليوم، في الصبا كنت مريضاً بمرض باطني لا يعلمه أحد إلا إخوتي، أما الآن فأنا مريض بمرض ظاهري كل من حولي يكتشفونه بكل سهولة ويسر، فعندما كنت في الصبا كانت شخصيتي مستقلة (قوية) فكان إخوتي يأخذون برأيي في بعض المواقف، أما الآن فأصبحت شخصيتي مهزوزة، وكان أبي يقول لي: ستصبح إنساناً ناجحاً، ومن الطبيعي أصبحت غير واثق من نفسي، بل بدأت أكرهها.
أخذت جانباً من كل شيء في حياتي، من أهلي من إخوتي من أصدقائي، ولا أعلم السبب الحقيقي مما أنا فيه، إلا أني وجدت موقعكم الفاضل (الشبكة الإسلامية ) وقرأت الاستشارات السابقة شعرت بأن الله استجاب دعواتي بأن يفرج همي وغمي.
كنت أعلم أنني مريض ولكن كنت أخشى أن أتحدث مع أحد من داخل البيت أو خارجه، فبدأت أفكر في حالتي، وعلمت أنها انتكاس على ما أهملت في الصغر في تعليمات الطبيب، وفكرت بأن أبدأ من الأول بأخذ حبات (تفرانيل) بالشكل الصحيح لأنه الأفضل في حالتي، كما قرأت عن الزيروكسات أنه الأفضل ولكنه باهظ الثمن.
أعلم أنني قد أطلت عليكم مشكلتي ولكن أنا مثل أرض جافة تشققت من قلة الماء، وفجأة أمطرت السماء بغزارة شديدة، وأشكرك طبيبنا العزيز على ما تقدمه لنا من فوائد.
وجزاك الله عنا كل خير وجعله الله في ميزان حسناتك والله المستعان والحمد لله على كل شيء.