السؤال
أنا فتاة طموحة جداً، وعقلي أكبر من سني بشهادة من حولي، مشكلتي أنني أعاني من عدم القدرة على اكتساب أصدقاء أو بمعنى آخر أن أتعلم كيف أحب الناس أو أندمج معهم، فأنا بنت وحيدة لأب وأم محبين.
عشت معظم حياتي في الغربة، وكنا نتنقل كثيراً وفارقت أصدقاء طفولة كثر، حتى قررت في داخل نفسي أنني لن أحب أحداً حتى لا أفارقه، وبالفعل في المرحلة الإعدادية (المتوسطة) كنت شديدة الغلظة مع كل من أتعامل معهم أو قاسية ظاهرياً.
كنت لا أحاول التكلم عن ما أشعر به، لا أتكلم كثيراً أصلاً، أما الآن وبعد عودتي إلى بلدي منذ 5 سنين بدأت أنبسط مع الناس أكثر، اشتركت في أنشطة كثيرة جداً مثل صناع الحياة، وخرجت إلى الدنيا، وبدأت أنضج أكثر وأكثر، وأسرع ممن هم في سني.
ولكني لا زلت أشعر أنني متأخرة في التعبير عن مشاعري، لي أصدقاء كثر ولكني لا أتقرب لأحد أكثر من اللازم، متمركزة حول نفسي، أعيش في عالمي الخاص ولكني لست أنانية أو متسلطة، أريد أن يكون لي أصدقاء أحبهم قبل أن يحبوني.
أريد أن أتعلم كيف أكسب الناس، فبالرغم من أني قد أكون طوال اليوم مع الناس إلا أنني عندما أعود في المساء أشعر أن علاقاتي كلها سطحية جداً، أشعر بالوحدة الشديدة، ومعظم الوقت منعزلة، فهل تنصحني مثلاً أن أذهب إلى دار أيتام أسبوعياً؟ هل هذا هو الحل أن أعطي أو آخذ؟
إنه ليس بحل لأني حتى لو فعلت هذا سأظل وحيدة، إن كل ما أريده هو أن يكون هناك أشخاص في عالمي، حتى أمي لم أدخلها في عالمي مع أنني أعيش معها منذ أن نزلنا إلى بلدنا، ولكننا منفصلتان، أنا لا أجد أحداً أحكي له همي، هل أذهب لشخص غريب أو طبيب نفسي لأحكي له؟ لا أدري هل أنا أنانية. كيف، ولماذا؟ أنا لا آخذ شيئاً من أحد لأنه لا أحد، وبالمناسبة أنا لم أفكر في هذا الموضوع منذ أكثر من سنة.
كنت ماضية في طريق حياتي، أعلم نفسي، أحاول أن أشغل وقتي فيما ينفع، ماشية على الخطة التي أرسمها لنفسي؟ ولكن ما جعله يطفو على السطح أنني كنت في دورة مفاتيح النجاح ورأيت كتاباً عن التخطيط مع المدرب كنت قد قرأته، فسألته عن رأيه فيه فقال لي أنه حضر منه مادة علمية عن تحديد الهدف في الحياة.
وأنا كنت قد قرأته من قبل وحددت فيه رسالتي ورؤيتي في الحياة، المهم قرر المدرب أن يجعلني الشخص الذي سوف يطبق عليه تمرين الحصيلة الذي يؤدي إلى تحديد الرسالة في الحياة، فوجئت بعد هذا التمرين أن كل الكلام الذي قلته هو الثقة بالنفس، الاستقلالية، مجاهدة النفس، كله كلام عن النفس لا يوجد آخرين.
ولأول مرة أشعر بالفراغ الذي في حياتي بهذه القوة فماذا أفعل؟ المشكلة أني لا أعرف ما هي المشكلة؟ هل أحتاج لطبيب أم أن دوائي في داخلي وما أشعر؟ ودائي مني ولا أبصر؟
أحياناً أشعر أن الوحدة تمزقني، وأنا وسط الناس بالرغم من أني مبتسمة دائماً، وأنا معهم إلا أن هناك نظرة حزن في عيني لا أستطيع أن أخفيها، وكل الناس يرونها لماذا هذا الحزن؟ صدقني لا أدري أتمنى أن أعرف؟