الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فكرة أن رذاذ البول سينتقل إلى وجهي وأموت أتعبتني!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر الموقع لما له من الإنجازات الرائعة.

قصتي بدأت عندما كنت أنظف الحمام والسيفون بالفرشاة -أعزكم الله- وانتقل رذاذ الماء من الفرشاة إلى وجهي؛ عندها خفت، وشعرت أني سأموت، وبعد شهر من وقوع الحادثة تذكرتها وأنا داخل الحمام عندما كنت أتبول، فجاءتني فكرة أن رذاذ البول سينتقل من السيفون إلى وجهي وسأموت، وشعرت بالقلق عند التبول.

أشعر بعدم خروج البول كاملاً، وتقطع بالبول، لا أعلم هل هو توتر، أو من المثانة العصبية؟ لأني أشعر بعدم امتلاء المثانة، وأحيانًا أشعر بامتلائها وانقباضات بالقضيب، وألم بأعصاب القضيب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مروان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، وكذلك شكرك للقائمين على هذا الموقع، وندعو الله تعالى بالقبول من الجميع.

أخي الفاضل: نعم، إن ما حدث معك أثناء تنظيفك للحمام، وما حصل من ارتشاش رذاذ الماء من الفرشاة وانتقاله إلى وجهك، قد أحدث لك شيئًا من الخوف والرهبة؛ حيث إنه من الطبيعي أن يتجنب الإنسان ماء الحمامات، أو ماء "التواليتات"، وإن كان هذا التخوف يختلف من شخصٍ لآخر، المهم أن هذا الرذاذ أحدث لك شيئًا من الخوف، وبدأت فكرة الخوف من النجاسة وعدم الطهارة والإصابة بالأمراض..إلى آخره، بدأت تتدحرج في ذهنك ككرة الثلج وبدأت تكبر؛ مما أدى في النهاية إلى بعض الأعراض التي وصفتها، مثل تقطع البول، والشعور بأن المثانة ممتلئة، بالإضافة إلى الانقباضات والألم العصبي الذي ذكرته في عضوك التناسلي؛ كل هذه الأعراض -أخي الفاضل- تدل على حالة الخوف التي أنت فيها؛ والتي أحاول أن أطمئنك أنك بإذن الله عز وجل ستخرج من هذا التخوف دون أن يترك عندك عواقب سلبية أو مزعجة.

والأمور التالية يمكن أن تساعدك على التخلص أو التخفيف من هذا الخوف ومنها:

أولًا: محاولة صرف الفكرة عن ذهنك، وتذكر أنها مجرد خوف في الذهن، وهذه الفكرة في الذهن لا تتحول إلى واقع عملي.

ثانياً: يمكنك أن تمارس تمارين الاسترخاء، وخاصة محاولة التنفس بهدوء، تنفس عميق وهادئ.

ثالثًا: لا شك أن نمط الحياة بعيدًا عن الأماكن التي تشعر فيها بالخوف، كالحمامات وغيرها، إعادة النظر في نمط الحياة، من ناحية النشاط البدني، وساعات النوم الكافية، والتغذية المتوازنة؛ كلها تساعدك على أن تقدم على هذه المواقف، وأنت أكثر ثقة في نفسك، وأنا بإذن الله متأكد أنك من خلال الوقت ستتخلص من كل هذه المشاعر المزعجة لك، بحيث تتخلص منها دون الحاجة إلى مراجعة عيادة الطبيب النفسي، إذا استطعت؛ وإذا لم تستطع واستمرت المعاناة عندك وبدأ الأمر يتطور، فهنا أنصحك بمراجعة إحدى العيادات النفسية ليقوم الطبيب النفسي بتقييم حالتك النفسية، ووضع التشخيص المناسب، ومن ثم وضع الخطة العلاجية المناسبة، كل ذلك بالتشاور معك.

ويمكن أن يكون هذا العلاج دوائيًا فقط أو علاجًا دوائيًا مع العلاج النفسي لحالات الخوف هذه، كالعلاج المعرفي السلوكي، وعن طريق عدة جلسات من خمس إلى اثنتي عشرة جلسة أسبوعية في الغالب، يستطيع فيها المعالج أن يساعدك على التخلص من هذه الأفكار المخيفة أو المزعجة.

أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً