الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يكون البحث للحصول على زوج صالح أظفر به؟

السؤال

‎أنا بعمر ٣٥ سنة، ولم يسبق لي الارتباط، أو حتى التعرف على أحد، ودخلت مواقع الدردشة للتعرف، والحصول على زوج، لكن من يتقدم منهم لا يعجبني.

أخاف أن أكبر لوحدي بدون زواج، فماذا أعمل؟ ولو طلب مني شاب أن أتواصل معه، بأن طلب رقم تليفوني فماذا أفعل؟ لا أريد أن أعطيه الرقم في الوقت الحالي، كيف أتهرب بطريقة ذكية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقك لزوج صالح تقر به عينك.

بدايةً -أختي-: لقد وضع الإسلام حدوداً للعلاقة بين الرجل والمرأة، حماية وحراسة لهذه العلاقة من أي تدنيس أو فساد، وما تتحدثين عنه من طرق التعارف ما هي إلا حصيلة ثقافة غربية يقدمها الإعلام السلبي، ووسائل التواصل الاجتماعي، والمسلسلات والأفلام، وكلها وافدة علينا من بلاد غربية تغرق في انتهاك الأعراض، وفي فساد وتفكك الأسر وانتشار الفواحش.

الإسلام يُعلي مقاصد الأسرة، ويحميها من أي عبث، لذلك منع التعارف العاطفي قبل الزواج، ووضع معايير لاختيار الزوج والزوجة، والتعارف أثناء الخِطبة، فجعل الدين والأخلاق هي أهم تلك المعايير، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، وقال في حق الزوجة: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك).

التقي الصالح يخاف الله في تعامله مع زوجته، وحسن الخلق يُحسن العشرة، ويقدر المسؤولية، وهذا أساس استقرار الأسرة، وتحقيق السعادة والمودة والرحمة فيها.

من هذا يتبين أن مواقع الدردشة وما يشابهها لا تضع هذه المعايير في الحسبان، كما أن الكذب والخداع والعبث يغلب عليها، وكذلك الظهور بمثالية خادعة، وصورة مزيفة لا تعكس الحقيقة، يجعل الاعتماد عليها نوعاً من المخاطرة.

كذلك الانجرار وراء تعارف عاطفي يتسبب غالباً في تجاوزات كثيرة، في الأقوال والأفعال، قد ينتهي بالفاحشة أو الاقتراب منها - والعياذ بالله-.

لذلك -أختي الفاضلة- عليك أن تحمي نفسك من هذا كله، ولا تضعفي أمام الخوف من فوات فرصة الزواج، وما يدفعك إليه من ضغط المجتمع والبيئة المحيطة بك، فكل هذا يمكن تجاوزه بعون الله، بالصبر والتقوى والاستعانة بالله تعالى.

لذلك نقدم لك نصائح تساعدك على الاستقرار النفسي أولاً، وزيادة الفرص في الزواج بعون الله تعالى:

أولاً: -أختي- عليك أن تثقي بالله تعالى، وتكثري الالتجاء إليه، وتدعيه بتضرع وخشوع أن يرزقك الزوج الصالح، ويعينك على إعفاف نفسك، وبناء أسرة مستقرة.

ثانياً: بادري إلى زيادة علاقاتك الاجتماعية، والاختلاط بالنساء الصالحات، وتجمع الأمهات ليشاهدن ما تتميزين به من أخلاق ودين وأدب، فهذا من أفضل الوسائل المعينة على الزواج.

ثالثاً: أكثري من التميز في بناء شخصيتك ومواهبك والعناية بنفسك؛ فهذا مما يجعل محيطك الاجتماعي يعرف عنك الكثير من الإيجابيات، وهذا يساهم بشكل كبير في الزواج.

رابعاً: اجعلي أخلاقك وتدينك يتحدثان عنك عند الآخرين، ويجعلك معروفة به، وأخلصي ذلك لله تعالى، فالله يقول: (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم).

أختي الفاضلة، لا ننصحك بالتعرف على الشباب عبر الدردشات والمواقع، ولا ننصحك بإعطاء رقمك لأحد بقصد الدردشة أو التعارف، لأن كل هذه من وسائل الشيطان وخطواته، ولا تحتاجين لحيل ذكية في منع الحصول على رقم هاتفك، بل تحتاجين إلى وسائل وطرق شرعية لبناء نفسك، والاقتراب من ربك والثقة به، وسيأتي الفرج القريب، بعون الله تعالى.

وفقك الله ويسر أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً