الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضيقة ونفور من رؤية أختي المريضة، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أختي مرضت، وبعدها بأيام شعرت بضيقة ونفور من رؤيتها، ثلاثة شهور اُعاني من هذا الشعور، أتمنى أن تساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، الذي قد يبدو غريبًا، إلَّا أن هناك بعض التحليلات النفسية التي يمكن أن تكون لها علاقة بما ورد في سؤالك، من أن أختك مرضت، وبعد أيام شعرت بضيقة ونفور من رؤيتها، ويبدو أن هذا قد مرَّ عليه ثلاثة أشهر.

أختي الفاضلة: إن مِن الحالات النفسية التي يتكيّف فيها الإنسان مع صدمة ما أو مع ما هو مؤلم؛ أن يشعر أنه يقوم بعكس ما هو مطلوب، فربما حبك لأختك وتمنياتك لها بالشفاء، جعلك تنفرين من رؤيتها لصعوبة هذه الرؤية؛ ولأن رؤيتها تُشعرك بالألم عليها وعلى صحتها وسلامتها، والمفروض أن هذا يجب ألَّا يجعلك تشعرين بتأنيب الضمير، فهو ليس بيدك، وإنما هي طريقة من طُرق التكيُّف مع ما يتألَّم منه الإنسان، وهو نوع من أنواع الهروب، أو التجنُّب، سواء التجنُّب الفيزيائي أو المعنوي.

فالإنسان مثلًا إذا كانت عنده ذكريات مؤلمة، أو أماكن تُذكّره بأمورٍ مزعجة؛ فإنه يبدأ يتجنّب مثل هذه الأمور، أو المواقف، أو الأماكن؛ لأنها تُشعره بالألم والحسرة، ربما هذا يُفسّر ما ورد في سؤالك، وأرجو أن يكون فيه تطمينًا لك.

أختي الفاضلة: هذا لا يعني أن تستمري على هذا الحال، فبعد هذه المدة -ثلاثة أشهر- آن الأوان أن تعودي وتُقبلي على أختك بالرعاية والحنان، وتقديم العون لها المعنوي والمادي، عسى الله تعالى أن يُعينها ويُعينك لتخرج هي من هذا المرض، والذي كنت أتمناه أن لو ذكرتِ لنا طبيعة هذا المرض؛ لأن ردة الفعل أحيانًا تختلف من مرضٍ لآخر، وهل أختك هي أصغر منك، أو أكبر منك؟ كل هذه الأمور يمكن أن تلعب دورًا في هذا.

المهم: حاولي أن تتجاوزي ما حصل في الثلاثة أشهر الماضية، وأن تُقبلي على أختك بتقديم الرعاية لها، والتواصل معها كما كنت في الماضي.

أدعو الله تعالى لأختك بتمام الصحة والعافية، ولكِ أن يشرح صدرك، وييسّر أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً