الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد سفرنا إلى بلد بعيد أصبح ابني يميل للعزلة، فماذا نفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابني عمره سنة وشهران، منذ ولادته كان اجتماعيًا جدًّا، ويحب التواصل والابتسام واللعب مع الأطفال، وكان بين الناس دائمًا، ولكن ذهبنا إلى ماليزيا وعمره ٩ أشهر، ومنذ ذلك الحين تغيَّر بسبب الوحدة.

الآن عمره سنة وشهران ولا يستطيع المشي، ولا يتواصل بصريًا، وينظر من طرف عينيه أحيانًا، ويسرح، ويأكل بصعوبة، ولا يتكلم، كان يقول بابا وماما، والآن لا يقول ماما أبدًا، فقط يقول بابا وبشكل قليل، ويصدر أصواتًا أخرى دون معنى.

لا يحب اللعب مع الأطفال، ولا ينظر في وجوههم، فقط يقترب منهم ليأخذ لعبة من أيديهم أو الكرسي الخاص بهم، ولكنه يلعب بالألعاب بشكل صحيح، ويقلدني عندما ألعب، ويفهم بعض الأوامر البسيطة، ولكن عندما نناديه لا يستجيب، وكأنه لا يسمع، أو يتعمد، ومع العلم كان يشاهد التلفاز من صغره كثيرًا، وحاليًا منعنا عنه الكرتون نهائيًا، ونحاول أن ننمي مهاراته، ونأخذه للمسجد كل يوم حتى يرى الناس والأطفال.

هو حركي ويحب الزحف كثيرًا، ولكنه لا يتفاعل مع الأطفال، يحب المسجد على الرغم من الزحام، ويحب الألعاب الحركية مثل المراجيح، على الرغم من وجود كثير من الأطفال، ويحب الخروج إلى الشارع، فعندما يرى الباب مفتوحًا يجري للخارج، وعندما نفتح الباب ونأخذه للخارج يضحك، وللعلم في هذه الأيام كان يضحك مع نفسه دون سبب، ويحب أن أعانقه وأقبله، أخاف أنه مصاب بالتوحد، فما الذي أفعله حتى أتأكد أنه طبيعي؟

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المؤكد أن انتقال الطفل من البيئة التي تربى فيها والوجوه التي اعتاد رؤيتها إلى أربع جدران قد أثر بشكل ما على طريقة تفاعله مع الآخرين، وحسنًا ما فعلتم باصطحابه إلى الخارج، وإلى المسجد لرؤية الناس والأطفال والتفاعل معهم.

وكون أنه سمع بابا وماما وسجلها وأعاد تكرارها سابقًا، مع الابتسام والضحك والتفاعل البصري؛ فهذا دليل واضح على أنه سليم ولا يعاني من التوحد، أو غيره من أمراض صعوبة التعلُّم، والأمر فقط يحتاج إلى التدريب وتكرار الكلمات له في مقاطع (ما) عدة مرات، ثم نكمل الكلمة ماما ونكرر (با) عدة مرات، ثم نكمل كلمة بابا، وهكذا لا نمل، ولا نتوقف عن تكرار الكلمات، لكي يتم تسجيلها في ذاكرة الطفل، ثم يعود لتكرارها عند الحاجة.

وما يهم الآن هو تغذية الطفل غذاء صحيًّا وإعطاءه 5 نقاط من فيتامين (د)، أي ما يعادل جرعة 500 وحدة دولية يوميًا، بعد وجبة الغذاء، ولا مانع من إعطائه وجبة من المغذي بـ (يديا شور pediasure) ويفضل البحث عن حضانة تقبل الأطفال في مثل عمره، واصطحاب الطفل كما تفعلون إلى حيث أماكن اللعب والتواصل.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً