السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي معقدة بعض الشيء، وسؤالي صراحة: هل أنا على حق؟ وهل سألقى جزائي خيراً، أم قد هلكت؟
عشت حياة مليئة بالهم والحزن، في بيئة عائلية كارثية، أبٌ ليس على خلق ولا على دين، للأسف لا يصلي، ولا يقيم حدود الله، ولا يتقيه، لا فينا ولا في الغير، ظلمنا بشكل لا يمكن وصفه؛ لدرجة أني كثيراً من المرات أنقذت أمي من الضرب، وحتى القتل، وفي النهاية إخواني الرجال تركوا البيت، كل واحد منهم رحل وبنى حياته بعيداً بحجة ما سببه لهم من ضياع نفسي، وكان يمكن أن يكون أخلاقياً.
والدتي مريضة أمراضاً مزمنةً، كان لزاماً عليّ أنا البنت الوحيدة أن أظل بجانبها، وفي الحقيقة أنا أنفق عليها ومتكفلة بكافة المصاريف: من علاج، وغذاء، وكسوة، وما إلى ذلك.
أنا لست نادمة، لا أنكر أني تعبت صحياً ونفسياً، واجتهدت في أن أكون البنت البارة لأمي، وما زلت، ولكن الخوف والرعب والوسواس سكن رأسي.
هل أنا على حق؟ هل تضحياتي هذه المادية والمعنوية لها جزاء خير، أم أني سأكون عبرة لمن لا يعتبر؟
لا مالي بنيت به مستقبلي، ولا شبابي استمتعت به، ولا صحتي استطعت أن أحافظ عليها وسط هذه المأساة، نفسيتي منهارة، وقتي يضيع في توفير مستلزمات الحياة كأنني رجل!
لا أعلم إذا كنتم ستفهموني، لكني بالمختصر: اخترت أمي بدل أن أختار نفسي.
فهل أنا على حق؟