السؤال
كيف يمكن إقناع مريض بالوسواس القهري بالعلاج، مع العلم بأن المريض مر عليه حوالي 15 عاماً مع هذا المرض؟
كيف يمكن إقناع مريض بالوسواس القهري بالعلاج، مع العلم بأن المريض مر عليه حوالي 15 عاماً مع هذا المرض؟
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Maha حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمعظم الذين يتجنبون الاستفادة من العلاج، أو يتجنبون أن يتقدموا إلى الأطباء، إما أن يكون بعدم إلمام بطبيعة مرضهم، وأن هذه الحالة هي حالة مرضية، أو يكون لديهم نوع من الخجل في التقدم إلى أماكن العلاج، ولكن من تجربتي اتضح أن معظم الذين يتجنبون العلاج ليس لديهم الإلمام الكافي بطبيعة حالتهم، والكثير يخلط الأمور ويعتقد أن هذا مجرد حديث نفس أو هي وسوسة من الشيطان.
الذي أراه في مثل هذه الحالات، هو أن يتم اطلاع الشخص الذي يعاني من هذا الوسواس بمعلومات كافية عن الوساوس القهرية، ويمكن اطلاعه عن طريق الكتب التي تكتب في هذا الموضوع، أو المواقع الموجودة على الشبكة العنكبوتية، أو يمكنك مجرد التحدث معه أن فيما ترينه من معاناة يعاني منها هي حالة نفسية، وقد أصبح العلاج الآن متوفراً.
باختصار شديد يمكن اطلاع هذا الأخ أن الوساوس القهرية هي حالة نفسية معروفة لدى الأطباء، ولا علاقة لها مطلقاً بما يعتقد البعض من تدخل للشيطان وخلافه، فهي حالة طبية تتمثل في حدوث أفكار أو مخاوف أو شكوك أو أفعال أو طقوس أو خيالات، تنتاب الإنسان، وبالرغم من إيمانه بسخفها وعدم حقيقتها، إلا أنه لا يستطيع التخلص منها، وهي تسبب له آلاماً نفسية كبيرة.
ولابد للأخ أو الأخت الذي يعاني من هذه الوساوس أن يعرف أن هنالك أساساً بيولوجياً لها؛ بمعنى أن هنالك اضطراباً في مادة كيميائية معينة في المخ تعرف هذه المادة باسم سيرتونين، وحين يتم تصحيح إفراز هذه المادة ومساراتها عن طريق الأدوية سوف تختفي الوساوس بإذن الله تعالى.
إذن على هذا الأخ – أو الأخت – الإلمام التام بأن هذه حالة طبية مثل مرض السكري أو مرض ارتفاع الضغط وخلافه، هذا هو الذي أراه.
الطريقة الثانية هي إذا حدث وكان لك معرفة بشخص كان يعاني من الوساوس القهرية وتم علاجه منها عن طريق الأطباء، فلا بأس أن يتعرف عليه المريض الذي يعاني من هذه الحالة، وفي هذه الحالة سوف يستطيع الشخص الذي تعالج من الوساوس بأن يقنع هذا الشخص من هذه الحالة بجدية وفائدة العلاج.
إذن الموضوع يتطلب الشرح للشخص الذي يعاني من هذه الحالة، ولابد للشرح أن يكون بأسلوب بسيط ومقبول، ولابد أن نعطيه الأمل بأن هذه الحالة سوف تعالج بإذن الله تعالى.
وبالله التوفيق.