السلام عليكم.

ابنتي عمرها 18 عاماً، كانت تصلي ثم تركت الصلاة، وصارت تتجاهلني، وأنا أذكرها باستمرار، فهي لا تقرأ القرآن، ولا تصلي، ولكنها حريصة على الصيام، لقد تعبت كثيراً وأنا أدعوها للصلاة.

صرت أبكي، وأدعو الله، وأقرأ السور التي ندعو بها لصلاح الأبناء، قلت حيلتي، فأنا مريضة لا أتحمل أن أراها لا تصلي.

ساعدوني في إيجاد الحل السريع -بارك الله فيكم-.

وجزاكم الله كل خير.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منيرة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختي الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يهدي ابنتك، وأن يصلحها، وأن يجعلها من العابدات القانتات الصالحات، إنه ولي ذلك ومولاه.

الأخت الكريمة: ابنتك حريصة على الصيام، لكنها لا تقرأ القرآن ولا تصلي مع كثرة حديثك إليها، وصارت تتجاهلك في الفترة الأخيرة وهي في سن الثامنة عشرة من عمرها!

الفتاة على ما يظهر ليست ضد الدين، بدليل حرصها على الصيام، وإذا صحت هذه المقدمة، فهي أيضاً ليست ضد الصلاة ولا القرآن، وإنما أحد الأمرين:
1- إما أن تكون ضد الطريقة نفسها، والتي ربما تراها منفرة، أو قد تكون كذلك فنحن لا نعلم.
2-وإما أن يكون تكاسلاً منها.

وعليه فنحن نريد منك ما يلي:
1- مراجعة دقيقة للطريقة التي تستخدمينها في حثها على الصلاة وقراءة القرآن، واستخدام طريقة الترغيب والتحبيب في الصلاة على طريقة الترهيب أو التعنيف.

2- استخدام أسلوب التلميح عن التصريح، فيمكنك أن تقولي لها: لماذا لم تصلي إلى الآن؟ ويمكنك أن تقولي: إن شاء الله حبيبتي صليت؟ فإذا أجابت بالإيجاب، بمعنى أنها قالت: صليت، فلا تتحققي ولا تفتشي، ولكن أسمعيها دعاءك: الله يرضي عنك يا ابنتي، الله يسعدك، الله يكتبك من الصالحات؛ كل هذا تحفيز هام، وهي حتى وإن كانت كاذبة، فإن سماعها الدعاء منك سيجعلها تفكر، وتعيد الصلاة ولو وحدها، وإن أجابت بأنها لم تصلي؟ فإرشاد عابر، واتركي مساحةً زمنية لها، وإمكانية لتقيم الصلاة دون اتهام لها بالتقصير، أو رفع الصوت عليها بالترهيب.

3- أوجدي لها صحبةً صالحة من بنات في مثل عمرها، واللاتي لديهن بعد ديني، فإن الفتاة تسمع من صديقاتها ما لا تسمع من أبويها أحياناً.

4- مارسي معها أسلوب المشاركة العابرة، فمثلاً قولي لها: هل عندك وقت تسمعين بعض الصفحات من كتاب الله -عز وجل-، واجعليها مدةً بسيطةً، واحرصي على استخدام بعض الفوائد من القراءة وهي تستمع إليك على ألا أن تكون مباشرة أو طويلة، وتخيري الوقت المناسب لها عند القراءة.

5- أوصلي لها معلومات عن الصلاة وفضلها وحرمة تأخيرها أو تركها، ولكن عن طريق أحد غيرك، كمدرسة، أو صديقة لها، أو أحد من أهلها الذين تثق بهم، أو بأن تتعمدي سماع محاضرة عن الصلاة وتكون هي في دائرة الاستماع، وهناك شريط رائع للشيخ محمد حسين يعقوب اسمه (لماذا لا تصلي) يمكن الاستعانة به.

6- أكثري من الدعاء لها في صلاتك بأن يشرح الله صدرها للصلاة، ولا تيأسي، واعلمي أن القلوب بيد الله -عز وجل-، وأن هذه مرحلة مراهقة، واستمري -إن شاء الله- على خير، المهم أن تحسني العلاقة التي بينك وبينها، وأن تجعليها قائمة على الحب، أمنّيها -أختي الكريمة- حتى تقول لك ما تشائين، واستعيني كذلك بوالدها في توجيهها.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يصلح ابنتك، والله الموفق.