السؤال
السلام عليكم.
أشعر بضيق وحزن وغضب بلا سبب، وعدم الشغف أو الرغبة في أي شيء، وأشعر بكره وخوف عند ذكر الزيارات، وأحاول كثيراً، وأقرأ عن الحلول، تعبت كثيراً، وفقدت الأمل في حل مشكلة الخوف والغضب.
السلام عليكم.
أشعر بضيق وحزن وغضب بلا سبب، وعدم الشغف أو الرغبة في أي شيء، وأشعر بكره وخوف عند ذكر الزيارات، وأحاول كثيراً، وأقرأ عن الحلول، تعبت كثيراً، وفقدت الأمل في حل مشكلة الخوف والغضب.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، ونسأل الله تعالى أن يفرّج همّك، ويزيل ضيقك وحزنك وغمّك.
أولاً: نقول لك - أختنا الكريمة - المؤمن معرّض للهمِّ وللحزن والكرب، وهذه هي ابتلاءات وامتحانات في هذه الحياة الدنيا، وقد تأتي بصورة متعددة، وأمر المؤمن كله خير كما يقول رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلَّا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له)، وليس معنى ذلك أن يستكين الإنسان لمثل هذه الأعراض، بل عليه أن يسعى لمعرفة الأسباب والبحث عن العلاج بالطرق المشروعة.
والبداية تكون بالجلوس مع النفس بهدوء، والتنقيب عن النواقص في الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية والروحية، أي: أن تسألي نفسك ما هي المشاكل الصحية الجسدية التي تعانين منها؟ وهذا يتطلب الفحص الطبي الشامل، فربما يكون هنالك نقص في بعض الهرمونات أو زيادتها، أو نقص في الفيتامينات المهمّة للجسم.
وبعد التأكد من هذا الجانب تذهبين إلى الجانب النفسي، وتبحثين عن الصراعات والإحباطات والتجارب المؤلمة الماضية، والأفكار السلبية التي تُحاصرك، والضغوط الحياتية التي تواجهك الآن.
بعد التأكد من هذا الجانب أيضًا تنتقلين إلى العلاقات الاجتماعية وما يعتريها من مشاكل واضطرابات، وكيف تضعين الحلول لها، وكيف نتقبّل الآخرين كما هم بعيوبهم، وكيف نتعلّم طرق التسامح، وكيف نكون مقبولين عندهم، وكيف نتعلّم أساليب الاعتذار إذا أخطأنا عليهم.
وأيضًا لا بد من النظرة إلى العلاقة مع المولى سبحانه وتعالى، ومحاسبة النفس، ومعرفة جوانب التقصير في العبادة، وفي المقابل النظر إلى رحمة الله تعالى، فإنه غفور رحيم، وبيده كل شيء، ويأتي الفرج من عنده سبحانه وتعالى عاجلاً أو آجلاً، وأنه يُجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء والضر، وأنه هو الشافي والمعافي.
ونرشدك - أيتها الفاضلة - بتغيير نمط أو أسلوب الحياة الذي اعتدت عليه، وكسر الروتين، بالاشتراك في نشاطات متعددة، حتى تشعري بقيمة الذات، وأن لك دورًا في هذه الحياة، وهذه قد تُساعد كثيرًا في زيادة الثقة بالنفس وفي تقدير الذات، ولذلك إذا كان الأمر فيه نوعًا من الخوف - خاصَّةً فيما يتعلق بالزيارات - فلا بد من معرفة ما هي الأسباب في هذا الأمر، وإذا استدعى الأمر إلى مقابلة الطبيب النفسي فلا بأس، فربما يكون الأمر سهلاً وبسيطًا ويتم علاجه -بإذن الله سبحانه وتعالى- بتناول بعض العقاقير، أو بحضور بعض الجلسات مع المختصين في المجال النفسي، وبذلك تكونين قد استطعت أن تساعدي نفسك.
والله الموفق.