السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي مع الحسد والتقليد الذي أتعبني وسرق مني الأمل والتفاؤل، وأحاول الدعاء بيقين، وأحسن الظن، ولكن ما أنا فيه وما تعرضت له أوصلني لمرحلة اليأس، بل بدأت أقول: كيف يحسدون ويحقدون ويغتابون ويتشمتون بالآخرين وأمورهم كلها ميسرة، وأنا أعاني من الحسد، وأخاف الشماتة، بل أدعو للآخرين، ولكل من يتشمتون بهم بظهر الغيب، ولكني لا أرى نتيجة.
ما زلت في حسرتي وتعثري، وهم يتمتعون في حياتهم، والأصعب أن الحسد والتقليد الناتج من الحسد قد أشعل الكراهية في قلبي، وبدأت أنتظر أن أرى فيهم آية عن كل الحسد والشماتة التي تعرضت لها، أنا لا أحسدهم، ولكن أريد أن يبتعدوا عني، ولا يقلدوني حتى في أبسط الأشياء، فأنا تعبت كثيراً، واجتهدت حتى وصلت لهدفي، فقاموا بتقليدي حرفياً، ولم يأخذ منهم وقتاً، ولا جهداً، لأنهم يصلون لكل ما يرجون بمالهم وواسطتهم، وأنا لم أستفد شيئاً من إنجازي سوى أني أنرت بصيرتهم، ودللتهم على هذا الطريق، وتعرضت للحسد الذي عطل جميع أموري.
أنا بالرغم من كل هذا كنت أدعو لهم بظهر الغيب بالتوفيق والزواج والذرية، وقد تحققت، ولم تتحقق دعواتي لنفسي، وأحياناً أفضفض لأمي عن ما أنا فيه من ضيق وحسرة وحزن، وأشرح ما فعلوه، وما قالوا، ومن ثم أخشى أن أقع في الغيبة، وأستغفر، وأحاسب نفسي وألومها على كل ما أنا فيه، لكن لا أعلم هل كل هذا بسبب ذنوبي؟ أحاول -بفضل الله- أن ألتزم، وأخشى عقاب ربي كثيراً، ومن ثم أقول: إذا كانت بسبب الذنوب، فماذا عنهم وعن شرهم، ومتى أسترد حقي منهم؟
أنا في ضيق وهم، وأبحث عن الأمل حتى أسترجع قوتي، وأتمسك بالدعاء والتوكل على الله، فأنا أشعر أن ذنوبي تحجب دعواتي بالرغم من استغفاري، ومجاهدة نفسي على الأعمال الصالحة، وليست لي ذنوب كثيرة أو كبيرة، وأنا أتوب وأستغفر قدر المستطاع، ولا أعلم ما المشكلة!