السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 28 عاماً، كنت في صغري ألعب وألهو، وليس لي هدف في الحياة، ولم أكن أعمل وأنا صبي، وفي عمر 14 سنة، كنت أعاير بسبب شكلي، والناس تطيل النظر إليّ، وتكز على عينيها وكأنها رأت إنساناً غريباً، ويقال لي: شكلك كبير! حتى صرت أعتزل الناس، وأجلس في البيت، وكنت أخرج للمسجد وأرجع، وكان أبي في صغري يسبني، ويصفني بالفاشل، وأنا لا أعمل الآن، حتى بعد إتمام دراستي الجامعية، حيث درست الشريعة.
أنا الآن في مأزق، لا أعمل، ليس كسلاً ولا كرهاً في العمل، وإنما كرهاً في مخالطة الناس، حتى أصبحت نفسي منعزلة، وقد قرأت أحاديث عديدة عن المسألة، مثل: (أنها لا تزال بالرجل حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم)، وحديث (من أمره النبي بالاحتطاب خير من أن تأتي المسألة نكتة في وجهه)، فصرت أخاف حتى أن أتكلم بين الناس، ولا أعلم إن كان هذا جبناً أم ماذا؟ وأبي رجل كبير، وأخي يرسل إليه المال، وأنا آكل معه.
قلبي حزين لحالي، وأعرف أنه لن يتغير إلا بالسعي، وأنا أقول لنفسي: لا أريد مخالطة الناس، ولا أريد أن أعيش عالة، ولا أحب هذا، وأبكي دائماً بسبب ذلك الأمر، فهل ينطبق علي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لأني جالس بلا عمل، ومنعزل عن الناس؟ وهل أكون بذلك من أهل النار؟ كما وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- (الضعيف الذي لا زبر له، الذين هم فيكم تبعاً لا يبتغون أهلاً ولا مالاً).