الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أساعد شاباً تربى وسط نساء فأثر ذلك عليه؟

السؤال

السلام عليكم.

تعرفت على شاب عمره 18 سنةً، ظاهر عليه أنه مسكين، وطيب، ويتمتع بشكل جميل، ولكن مشكلته في حركاته التي تظهر بشكل أنثوي قليلاً؛ وذلك لأنه تربى في أسرة كلها نساء، أضف إلى ذلك وجود مشاكل أسرية، عكست ذلك على شخصيته وحركاته، كما أنه مر بقضية آداب، وتمت محاكمته، والإفراج عنه.

الشاب خلوق ومسكين، ومن منطلق حب الخير والنصح حاولت أن أساعده، وأن أقدم له النصح، فهل هذا التصرف يعد صحيحًا؟ وهل تقربي منه لأجل محاولة إصلاحه وتوجيهه هو تصرف صحيح؟

هو دائمًا ما يخبرني بمشاكله مع أهله، وعن عدم تقبلهم له، فهل محاولتي في إقناع أهله، بأن يتقبلوه ويعطوه الفرصة لاحتوائه، يعد صحيحًا؟ وهل هناك أمل في أن يصلح حال مثل هؤلاء الأشخاص، أم أنه من الأفضل الانسحاب من ذلك كله؟ وهو لا يرغب في إكمال الدراسة.

أنا في حيرة من أمري، أرى الذئاب البشرية تحاول الإيقاع به لكونه ولدًا جميلاً، والتقرب منه لأجل أغراض سيئة، وأنا خائف من أن ينجر وراء ذلك.

للعلم: لا توجد أي صلة قرابة بيننا، ومعرفتي به وبقصته كانت بالصدفة، فتعاطفت معه، ولكنني لا أعرف كيف أتعامل معه؟ وكيف أجعله أكثر رجولةً؟ فحركاته أقرب إلى الحركات اللاإرادية، وهو فيه صفات خيرة، ولكنني لست متأكدًا من مدى صدق نيته في التغيير.

فما نصيحتكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر هذا الشاب، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهديه لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

لا شك أن وقوفك معه، ومساعدتك له، وتحسين صورته عند أهله من المطالب الشرعية العليّة، ونسأل الله أن يكتب لك الأجر والثواب، مع ضرورة أخذ الاحتياطات الكاملة في التعامل معه، ونحب أن نؤكد لك أن أمثال هؤلاء يمكن أن يصلح حالهم، وخاصةً مَن يعترف بخطئه، ومن كانت هذه النعومة عنده، وما يُرى عليه من صور التشبُّه بالنساء، بسبب وجوده بين أخوات -إنْ صدق في كلامه- هو دليل على أن الإصلاح في الأمر سهل -إن شاء الله-، وفي كل الأحوال لا صعوبة في العلاج لمن تاب ورجع إلى الله تبارك وتعالى، وصدق في توبته، وسأل الله المعونة والتأييد.

وعليه ننصحك بما يلي:

أولاً: الدعاء له.
ثانيًا: الاستمرار في نصحه ودعوته للتوبة النصوح، ودعوته إلى إقامة الصلوات، والبُعد عمَّن يريدُ به الشرّ.
ثالثًا: التواصل مع أهله، وتحسين صورته، وفهم ما حصل بالضبط، ومطالبتهم بأن يكونوا إلى جواره؛ حتى لا يقع في مزيد من الانحراف والانجراف، فما ينبغي أن نعين شياطين الإنس والجن عليه، بل ينبغي أن نُعينه على الشياطين بوقوفنا معه، وبنصحنا له، بعمل برامج نستطيع بها أن نغيّر هذا الوضع الذي عنده.

ونؤكد مرةً أخرى أن التغيير سهل وممكن، إذا صدق أولاً في رجوعه إلى الله تبارك وتعالى، واستمر معك في هذا البرنامج الذي ننصحك بأن تُدخل فيه دعاةً مصلحين ومختصين أيضًا، أكبر منك ومنه سِنًّا؛ فهؤلاء يمكن أن يكونوا من الدعاة الفضلاء الذين لا تربطهم بالشاب أي علاقة، ولكن يكونون ناصحين ومُرشدين بالنسبة له.

وعليه أرجو أن تستمر في هذا العمل العظيم، وتواصل مع الموقع إذا احتجت لمزيد من الإرشادات والتوجيهات، وشجعه أيضًا أن يتواصل مع الموقع ليعرض مشكلته؛ حتى يجد التوجيهات المباشرة من إخوانه وآبائه المختصين.

نسأل الله أن يستخدمنا في الخير، وأن يهدينا وييسّر الهدى علينا، وأن يجعلنا سببًا لمن اهتدى، ونسأل الله لنا ولك التوفيق، وفعلاً إذا ابتعدت عنه فهو عُرضة للذئاب البشرية.

نسأل الله أن يُعينك على الخير دومًا، وأن يلهمك السداد والرشاد، وشكرًا لك على هذه الروح الغالية والعالية، ونسأل الله أن يتقبّل منَّا ومنك صالح العمل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً