السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء لما تقومون به من حل لمشاكلنا، والتنفيس عن مشاعرنا.
أنا شاب في بداية مرحلة العشرين، أحلم وأريد أن أكوّن عائلة وأن أنجب أولاداً صالحين، فبدأت أفكر بالزواج بجدية، لكي أعف نفسي عن الحرام، ولكن الزواج يحتاج إلى أن أكون ناضجاً في كل جانب (الإيماني، والاجتماعي، والجسدي، والعقلي، والمالي، والنفسي، والدراسي، والوظيفي)، ولكن ما إن أحلم إلا ويقطع حلمي واقعي ومشاكلي، ومنها أنني جاهل ولا أعرف أشياء تعتبر بديهية لمن هم في سني! مثلاً منذ سنين أعاني من مشكلة صحية ولم أذهب إلى المستشفى؛ لأني لا أعرف أين أذهب بالضبط؟ وماذا أقول لأصف مشكلتي؟
مثال آخر: لا أعرف كيف أتصرف لو حدث تسرب غاز في البيت الآن -لا سمح الله-، وأيضاً لو تعرضت لحادث مروري -لا سمح الله- لا أعرف كيف أتصرف، هذه نقطة من بحر الأشياء التي أجهلها.
وأيضاً في الجانب الاجتماعي، فأنا لا أعرف الكثير من عادات وتقاليد مجتمعي، بالرغم من أنني أختلط بهم ونشأت بينهم، وليس لدي أصدقاء، وأجد صعوبة شديدة في تكوين ذلك، وأخاف أن أبادر في التحدث مع أحد وهو لا يريدني! فأقول: إذا كنت لا أعرف كيف أذهب إلى المستشفى، وأجهل طريقة الذهاب، ومن أسأل وأين، ولا أعرف كيف أتصرف في بيتي لو حدث شيء سيئ -لا سمح الله-، ولا أعرف كيفية التعامل مع الأمور البديهة، فكيف سأتزوج؟ وكيف سأصبح أباً أصلاً؟! حرام أن أصبح زوجاً أصلاً فكيف أريد وأحلم أن أصبح أباً؟! لا والله، ضاعوا الأولاد وهلكوا وهلكت معهم إذا استمررت على هذا، إنا لله وإنا إليه راجعون.
فكرة تراودني هل أستطيع أن أفعل أي شيء أريده؟ (غالباً تكون أفكاراً سخيفة وأستحي أن أفكر بها، فضلاً عن إخباركم ولكن سأخبركم لأنني أريد الحل)، الأفكار مثل: هل أستطيع أن أذهب إلى منزل شخص أكرهه وأخرجه من بين أهله وأضربه وهو لا يستطيع أن يضربني؟ أو الشراء من المطاعم بدون مال، فقط يعطونني لأنني أنا! إذا كانت الإجابة بنعم أكون مسروراً، وإذا كانت الإجابة لا، أكون حزيناً ومتضايقاً، وأسأل نفسي: الآخرون يستطيعون ذلك أيضاً؟ إذا كانت الإجابة نعم أشعر بالضعف والعجز والحزن! وإذا كانت الإجابة لا، أشعر بالسرور والقوة وقمة الفرح!.
أرجو منكم بعد الله أن تحلوا مشكلتي، وتذكّروا أن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ساعدوني فما السبيل إلى النضج في هذه الجوانب؟ فأنا أعاني من نقص أو ضعف شديد في أغلبها.