السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا شاب بعمر 25 سنة، وطالب في كلية العلوم،
مشكلتي هي عدم الرغبة في الحياة؛ مما سبب لي المتاعب في دراستي، أكره كل شيء، أحب العزلة، ليس لي أيّ هدف، وأيّ رغبة في الحياة، أسرتي تنتظرني لكي أعمل، وليس لي رغبة.

إضافة إلى أني أعاني من ضعف الذاكرة، مما أدى بي إلى أن أكره المراجعة والمطالعة، وأحس بأني كما قال الله عز وجل: (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) [البقرة:171].

بمطالعتي لموقعكم الكريم قررت تناول بروزاك، وعند ذهابي إلى الصيدلية نصحوني بعدم تناوله إلا باستشارة طبية.

أريد معرفة خصائصه ودوره في الجسم، وكيف يؤثر عليه، وأعراضه الجانبية، وهل يؤثر على الكلى، وضغط الدم؟

وجزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Sofian حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

حقيقةً الأعراض التي ذكرتها ربما تأتي تحت نطاق الاكتئاب النفسي وفقدان الدافعية، وقبل العلاج الدوائي لابد لك أن تدفع نفسك، وأن تكون لك القوة والإردة والدافعية، وأن لا تؤجل الأمور، وأن تضع هدفاً في هذه الحياة، هذه هي الأمور التأهيلية المهمة جداً في علاج الاكتئاب.

بجانب أن يكون الإنسان إيجابياً في تفكيره، أبحث عن مصادر القوة في نفسك وطورها، وهذا إن شاء الله يؤدي إلى إضعاف السلبيات في حياتك.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فالبروزاك يعتبر بالفعل علاجاً جيداً ومثالياً في مثل حالتك.

البروزاك من الأدوية المضادة للاكتئاب، ويساعد أيضاً في علاج القلق والتوتر والوساوس والمخاوف، وهو تصنعه شركة ليلي الأمريكية، وقد أدخل الأسواق لأول مرة عام 1988، وقد أحدث ثورة كبيرة في عالم الطب النفسي، حيث اتضح أنه من أكثر الأدوية فعالة، كما أنه سليم جداً، وقليلة الآثار الجانبية.

هو يعمل على ما يعرف بالناقلات أو الموصلات العصبية، ومن أهمها مادة تعرف باسم سيروتينين، وهذه المادة تفرز في الفص الصدغي في المخ، فهو يؤثر على هذه الموصلات، حيث يعتقد أن في حالة الاكتئاب هنالك ضعف في إفرازها، أو هنالك عدم انتظام في إفرازها، والبروزاك يزيد من هذا الإفراز والفعالية، وينظم ضعف الإفراز إن وجد .

البروزاك ليس له أعراض جانبية كثيرة، ربما يسبب سوءا في الهضم بسيطاً جداً في الأيام الأولى لتناوله، ولذا ننصح الناس به بعد الطعام، وفي مثل هذه الحالة سوف تختفي هذه الأعراض، ولبعض الناس ربما يحدث رجفة بسيطة جداً في اليدين، ولآخرين ربما يقلل من النوم، لذا ننصح بتناوله في أثناء النهار، كما أنه ربما يؤدي إلى انخفاض بسيط في الوزن في الأسبوعين أو الثلاثة الأوائل، ولذا استعمله البعض من أجل نقصان الوزن ولكن لا ننصح بذلك.

لديه عرض آخر وهو أنه ربما يؤخر القذف نسبياً عند بعض الرجال، وهذه ربما تكون ميزة إيجابية لمن يعانون من سرعة القذف.

البروزاك لا يؤثر مطلقاً على الكلى أو وظائفها، لذا أرجو أن تطمئن من هذه الناحية، كما أنه لا أثر لديه على ضغط الدم، فهو دواء فعال وسليم جداً.

وبالله التوفيق.