السؤال
السلام عليكم ورحمة الله - تعالى - وبركاته
جزاكم الله عنا خير الجزاء، ورزقكم جناته على تخصيص أوقاتكم لإفتائنا بما نجهل في ديننا، وهدانا الله وإياكم سبل النجاة اللهم آمين.
السؤال: تقدمت لخطبة سيدة من أخيها منذ شهور، ولم أقم بإخبار أهلي بذلك؛ لأنها أرملة وتكبرني بالسن بفارق كبير نسبيًا، وأنا لم يسبق لي الزواج، لكني أردت إعفاف نفسي من كثرة الفتن بزواج حلال وأهلي كانوا سيرفضون الزواج فلم أخبرهم، توفي أبي منذ شهرين تاركًا لي أمي وأخي الأصغر، وكان أبي ينفق على البيت، فأصبح البيت الآن مسئوليتي، وأمي تعمل ولكن راتبها يكفي فقط لسداد أقساط تجهيز أختي للزواج، بالتالي ما يرزقني به الله - سبحانه - سيكون موجهًا للتكفل ببيت واحد فقط كي يكفيه، فأنا في حيرة من أمري، لا ذنب لتلك المرأة التي تعلقت بمن سيجبر كسرها بالزواج بإذن ربها ويرعي أولادها بعد ترملها أن أطلب من أخيها إلغاء الخطبة؛ ولأني قد ارتحت لها بشدة ورأيت أنها زوجة صالحة، ورأيت بأولادها مسؤولية أحب أن أحملها معها، فهي في الدنيا وحدها، وتحتاج من يعفها ويصونها وبيتها، وأنا أحتاج إلي العفة بالزواج؛ لأن النفس والعياذ بالله قد تسقط بعد صبر، والخطأ يأتي في لحظة، وفي نفس الوقت لا ذنب لأمي وأخي أن أتركهم للدنيا هكذا، وهم أحوج بما يرزقني الله به من رزق، خاصة أني لن أخبر أمي بهذا الزواج، ولن يكون هناك مبرر لي إن قصرت في حقهم، فماذا أصنع؟
هل أفسخ خطبتي على تلك المرأة بغية الإنفاق على البيت بعد أبي؟ أم أتم الزواج ولن يكون لي حيلة دنيوية لتدبير أمر البيتين، فأنا والعياذ بالله لا أسيء الظن برزق الله، ولكني بوفاة أبي ومسئولية أمي وأخي الصغير قد تم وضعي دنيويا في خانة الذين لا يقدرون على إعالة بيتين والتكفل بهما، أفتوني رجاء بأيهما أبدأ.