السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة في ثالث ثانوي، مسافرة، وبعيدة عن دولتي الأم، ولكني لست حزينة، بسبب هذا، فأنا أعتبر سفري هذا أكبر نعمة في حياتي، بسبب ما عنايته في دولتي الأم من نفاق، وألم ووحدة، وبعيدًا عن هذا كله، أنا حالياً أشعر أني لست طبيعية، عشت حياة مليئة بالأشياء الغريبة، ووالدي ليس معي فهو يعيش في موطننا، حتى إني لست حزينة من ذلك، لذلك أشعر أني غير طبيعية، وليس لديّ أي أصدقاء، كان لديّ صديقة في المرحلة المتوسطة، ولكن كرهت الصداقة بعدها، ليس العيب فيها، بل العيب فيّ أنا، لأني شخصية أمام الناس مرحة، واجتماعية مع كل البنات وكل المعلمات، يحبوني، لا أعرف لماذا؟
أعامل الناس بطريقة جميلة، وأي صديقة تحتاج لي دائمًا أكون معها، وأساعدها حتى لو كنت لا أحبها، ليس عندي أي إيمان بمفهوم العلاقات، صداقة، أو زواج أو أي شيء، غير علاقتين فقط، وهي علاقتي بأمي و بربي، نادراً أن أحب صديقة، ولكن النتيجة أني أتعلق بها تعلقا غريبا مثل تعلقي بأمي.
كما أني حسّاسة، وأتأثر من كل شيء ومن أقل كلمة أو نظرة، لأنني أعامل الناس بطريقة ممتازة، وأكون في انتظار أن يتعاملوا معي بهذه الطريقة، أو على الأقل لا يؤذوني، أنا ذكية جداً، ومن الأوائل، ولكني لا أشعر نفسي طبيعية، أعامل الناس وكأنهم مروا بنفس ظروفي، لذلك أعطف عليهم، أريد حلاً لكل هذا، فكرت كثيراً أن ألجأ لطبيب نفسي، ولكني صغيرة وأمي لن تصدق أن هناك شيئا غير طبيعي.
هناك شيء أخير: أنا أتخيل كثيرا قبل النوم، وحتى في أوقات فراغي خلال اليوم، وكأني مجنونة، كما أنني أكلم نفسي كثيراً، فماذا أفعل؟