الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الرضا من أمي فأنا نادمة على فعلتي!

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة، عمري 19 سنة، وقع خلاف بيني وبين أختي، وعندما قامت أمي بالمجيء عندنا بدأت أختي بالكذب والشكوى، وأمي عصبية جدا قامت بصفعي أمامها رغم أنها لم تكن حاضرة عندما وقعت المشكلة بيني أنا وأختي، ومن الظالم ومن المظلوم، لا أعلم كيف هجمت علي، وأرادت ضربي ضربا مبرحا، بعدها أتى أبي وأختي لتفكيك الشجار، أمي قامت بتمزيق ملابسي، وأنا أصبحت خائفة جدا، وأريد أن أهرب منها خوفا من أذيتها لي، أو أن تتسبب في قتلي، أو تشويه وجهي، فبدأت أدفع بيدي لكي أبعدها عني وأهرب، ولا أعلم كيف صفعتها، أنا لم تكن لي أي نية بصفعها، أنا فقط كنت أريد أن أحمي نفسي، وأريد الابتعاد.

أمي جن جنونها، وأبي أمسكها، وأنا قمت بالهروب إلى الشارع، لا أعرف أين أذهب كنت خائفة جدا منها، تركتها حتى تعود إلى صوابها، وعدت إلى المنزل لطلب السماح منها، أنا لم أكن أريد صفعها أو رفع يدي عليها فقط كنت أريد الفرار.

ذهبت عندها وأنا كلي حزن وبكاء، طلبت منها السماح، فأنا أتوسل إليها ولكنها لم تسامحني وقاطعتني، ولا تريد التحدث معي، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا ومرحباً بك، بداية أشكر صراحتك ولجوئك لنا، كما أقدر ندمك وإصرارك على المصالحة رغم ما حصل، ويبدو أنك فقدت السيطرة تماما على نفسك والتحكم بردات فعلك، ولكن هذا لا يبرر لك ما حصل.

غاليتي: لقد أمر الله سبحانه وتعالى بطاعة الوالدين، وحذر من التهاون في ذلك، ونهانا عن عقوقهما، فطاعة والديك من طاعة الله، وهي من الأمور التي يستقيم بها الإيمان لما في ذلك من عظيم الأجر جراء الإحسان إليهما، وخفض جناح الطاعة لهما، فقد قال الله لنا في كتابه العزيز: (واخفض لهما جناح الذلّ من الرحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرا)، حيث جاء هذا البرُّ ردا على ما قدم الوالدان من تضحيات في سبيل راحة أولادهما، فالأم لها مكانة خاصة وعالية لا يجوز اختراقها أو تعديها بتاتاً وأبداً.

إن حصل من أحد من الأبناء أن تعدى على هذه الحدود فليس من الأمر السهل نسيانه، وخاصة ما بدر منك فذلك صعب جداً على والدتك، فأنت بهذا تكونين قد أذيتها من العمق وهي بحاجة إلى وقت، ولكن رغم ذلك حاولي أن تصالحيها بشتى الطرق، وكرري هذه المحاولات، وكما استعيني بوالدك وأخوتك بالصلح، وبريها في كل وقت حتى لو بقيت على المقاطعة، واعلمي -يا بنتي- أن والدتك تحبك حتما وقطعا، وأن مقاطعتها لك هو بسبب فعلك الذي لا تستطيع أم أن تستوعبه وأن تتقبله.

قد تكون ردة فعل والدتك قوية، أو قد تكون عصبية في بعض الأحيان، وربما ذلك يعود بالضغط الذي تتحمله، فأحسني إليها من خلال طاعتك لها، والإحسان إليها، وتنفيذ أوامرها طبعا ما لم يكن الأمر في معصية لله سبحانه وتعالى، وأظهري لها التواضع والترفق في التعامل معها.

عليك بخفض الصوت عند الحديث معها، واستخدمي ألطف الألفاظ عندما تحدثينها، تحمّلي غضبها وردات فعلها، فهي تبقى الأم الذي أمرنا المولى ببرها وبالغي في الإحسان إليها.

أسأل الله أن يوفقك إلى البّر بها والإحسان لها ونيل رضاها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً