السؤال
السلام عليكم.
أنا من طبقة متوسطة تتمتع بالكثير من الرفاهيات -والحمد لله-، ولكنها رفاهيات محسوبة، ويبذل والداي جهدًا حقًا لتوفيرها، لذا يرهقني التفكير في كيفية إنفاق مصروفي منهما، لي إخوة كثر، وهم ينفقون المال على الملابس، والمطاعم، والرحلات الباهظة دون مراعاة لجهد والديّ اللذين يستمران بإعطائهم ما يطلبون كل مرة؛ مما جعلني أشعر بعدم جدوى لتوفيري وتقتيري، فالمال الذي أمنعه عن نفسي ينتهي الحال بإنفاقه على حذاء أحدهم، فهل أثاب على عدم إنفاق هذا المال بنفسي؟ مع علمي بأنه سيضيع على ما لا يهم في كل حال؟ أم أن توفيري بخل؟ وهل أبدأ بارتداء ثياب مماثلة لهم والإنفاق مثلهم؟ (علما بأن ملابسي الحالية ليست رخيصة، ولكنها ليست باهظة الثمن). وما معنى أن الله يحب أن تظهر نعمته على عبده؟ وإلى أي مدى تبذل الأموال لإظهار النعمة؟
هل سيحاسبني الله على المال الذي آخذه من والديّ وكيفية إنفاقه؟ وهل يحق لي أن أتصدق بجزء من المصروف الذي قرره لي أهلي دون أن أثقلهم بزيادة، كأن أحرم نفسي من السلع الثمينة، وأشتري الأقل ثمنًا، ثم أقسم المال الباقي ما بين دفتر توفيري والصدقة؟
أجيبوني بالله عليكم على كل سؤال، فقد ضاق صدري، واحترت في أمري، وأجد نفسي أشعر باستمرار بالبخل، وتدني القيمة والتبذير في آن واحد، ولو علمت ما يأمر به الله لارتاح قلبي واطمأن بإذنه.