السؤال
السلام عليكم.
أعاني من رهاب شديد لدرجة أنني أخاف حتى الطفل الصغير، أخاف من التحدث مع الأشخاص لأنني لا أستطيع المواجهة، وأعصابي مشدودة دائما، أي شخص يتحدث معي من الممكن أن أصرخ أو أشد عليه، إذا وقعت في مشكلة مثلاً والحق معي أخاف أن أواجه، أو تم الاتصال بي لحل المشكلة مثلاً أخاف أن أرد عليه، وقلبي يدق بسرعة وأتوتر.
أعاني من هذه المشكلة منذ خمس سنوات، تناولت علاجات كثيرة ولكن بدون فائدة، فأنا أستمر على العلاج لفترة طويلة ولكني لا أشعر بأي تحسن فأوقفه، أشعر بالكسل والثقل الشديد من المسؤوليات (الدينية، والاجتماعية، والأسرية)، ودائما أشعر بالخنقة والاكتئاب والحزن بدون أي سبب، والآن لا أنزل ولا أتحرك من مكاني، فأنا أهرب من الناس، حتى إذا صادفت شخصا أعرفه وكان مسافرا منذ سنوات في الشارع لا أشعره بوجودي كي لا أسلم عليه.
منعزل عن الناس بطريقة رهيبة، ولا يوجد لدي تركيز لدرجة أنه من الممكن أن يتحدث معي شخص وأنا أراه وأهز رأسي ولكنني غير مركز معه ولا أعلم ماذا يقول، أنسى كثيرا حيث من الممكن أن يقال لي شيء فأنسى خلال خمس دقائق.
أغضب وأتوتر من أقل شيء، حيث من الممكن أن أغضب وأتوتر من طفل، وأتجنب الناس ولا أكره الخروج أو الذهاب لأي شخص ولا أحبذ أن أستضيف أي شخص، ولا أجيب على أي مكالمة سواء كانت على هاتفي النقال، أم الهاتف الأرضي، فأنا لا أقرأ المقال الطويل، ولا أشاهد الفيديوهات التي تزيد على الدقيقتين، حتى القرآن أختمه مرة في رمضان، أشعر أنني منعزل عن العالم، الصلاة الحمد لله أصليها.
سرحان وفراغ داخلي وصعوبة في التركيز، يعتريني بعض الأحيان ملل، وإن واجهتني مشكلة ما أقلق قلقاٌ مبالغا فيه وأحبط، سريع الانفعال والغضب، وكثير من الناس يقولون عني: أنني عجول.
ينتابني بعض الأحيان شعور بأن هناك مصيبة سوف تقع، أو سوف يأتيني خبر، ينتابني بعض الأحيان شعور بأن هناك من يتتبع زلاتي وهفواتي، ويريد أن ينغص علي حياتي، ولا يريد لي الخير ليس ثمة شخص محدد، أشعر بخوف وارتباك وغياب تام للثقة في النفس، وأتعرق ويغيب صوتي (أتكلم بصعوبة) يحدث هذا عند أشياء عادية مثل: مقابلة مسؤول في دائرة حكومية لطلب حق من حقوقي، أو أي طلب عادي.
أخاف من المواجهة في المواضيع الحساسة والحاسمة حتى لو كان الحق لي أعتقد أنني لن أفلح بالدفاع عن نفسي، وأنني سوف أصبح في موقف لا أحسد عليه، وفي البيت أكثر الوقت جالس في مكتبي لا أحب الجلوس كثيراً مع زوجتي وأولادي، مع أنني أحبهم ويحبونني -ولله الحمد-، وبسبب ذلك أشعر أنني مطالب أن أكون إيجابيا ومتفاعلا معهم في كل شيء، وأنا لا أستطيع أن أعطي هذه الأشياء بشكل أريحي.
الأصوات العالية كأبواق السيارت العالي، وصراخ الأطفال المرتفع، والشجار الصوتي بين شخص وآخر؛ تربكني وتوترني بشكل ملفت وملاحظ من قبل الغير.
أعاني من المزاجية، لا توجد عندي استمرارية ووسطية في المزاج، بمعنى أني مرة سعيد ومطمئن وأشعر بنشوة ومتفائل ومقبل، ومرة أكون قلقا ومتشائما، وأشعر أنني مهدد بدون سبب منطقي، وكل هاجس يؤثر على مزاجي تأثيرا ملاحظا.