السؤال
إخوتي في الدين والإيمان، لقد ترددت كثيراً قبل الكتابة لكم، ولكن لم أجد من معين لي في مشكلتي هذه سواكم.
أما مشكلتي فهي أننا من أسرة عربية مسلمة تعيش في ألمانيا منذ عشرين عاماً، ولنا ابنتان وولد (19 ـ 17 ـ 9 سنوات)، والمشكلة هي مع ابنتي الكبيرة حيث أن القوانين الاجتماعية في ألمانيا تعطي للأشخاص الراشدين حرية التصرف والاختيار كيفما يشاؤون، ولا يحق للأهل التدخل في حياتهم.
مع العلم بأن زوجتي وأنا لم نقصر معهم من ناحية التوجيه والنصح، ونحاول دوماً بقدر المستطاع أن نوفق بين ما يتعلمونه من المدرسة والأصدقاء وبين عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية، وفي الفترة الأخيرة تركت ابنتنا الكبرى البيت دون أي سبب سوى أنها تريد أن تستقل بنفسها.
مع العلم أنها في أفضل المدارس، وهي من المتفوقات، وأنا وزوجتي لم نقصر في توجيه النصح والإرشاد لها، ومع أنه لا توجد أية مشاكل عائلية عندنا (والحمد لله) فزوجتي ربة منزل - متعلمة - وأنا موظف في إحدى الشركات، والمشكلة هي في عدم تمكننا من فعل أي شيء بسبب القوانين السابقة الذكر، ومع ذلك لم نقاطع ابنتنا، ولازالت تزورنا من وقت لآخر ونقدم لها كل ما تحتاجه من مساعدة، ولقد سألناها عدة مرات: لماذا فعلت ذلك؟ فيكون ردها أنني أصبحت كبيرة، وأريد أن أستقل بذاتي، دون إعطاء أي مبرر آخر، وهذا ما دفعنا للكتابة إليكم فنحن في حيرة من أمرنا، فإن تركناها ربما قد تقع فريسة سهلة لما هو أفظع من ذلك (لاسمح الله)، وإذا قبلنا بالأمر الواقع نكون قد أغضبنا الله وخالفنا تعاليمنا الإسلامية؛ لذا أرجو منكم المساعدة في إيجاد الحل المناسب لمشكلتنا هذه.