السؤال
السلام عليكم.
بداية أقدم جزيل الشكر للشبكة الإسلامية على ما تقدمه للناس من خير كثير، وأسأل الله تعالى أن يحسبه في ميزان حسنات القائمين على الشبكة.
أنا عمري 21 سنة، كبرت في داخل جو من الصراع بين الوالدين بسبب أن أبي كان مدمنا على بعض المخدرات، وكان دائما يستيقظ صباحا في حالة من العصبية ولا يهدأ إلا بعدما يفطر ويدخن بعض السجائر ثم يعود بعدها ودودا لطيفا، في مرات كثيرة كان يضرب أمي وينقلب المنزل بالصراخ ويتدخل الجيران والأحباب لإنهاء المصارعة التي كانت تقوم في البيت.
وأنا في سن 12 تقريبا أصبت بنوبات هلع قوية جدا كانت تفقدني السيطرة على نفسي، وكانت هذه النوبات تأتيني بالليل عندما أرغب في النوم.
زرت الطبيب النفسي ووصف لي حينها دواء اسمه لوديوميل، لقد كان فعالا جدا إذ بعد المتابعة مع الطبيب وأخذ جرعات متفاوتة كل مرة لمدة سنة تقريبا اختفت نوبات الهلع نهائيا -ولله الحمد-.
الآن بعدما مرت السنين ووصلت إلى سن 21 سنة أدركت أنني كنت مصابا بالرهاب الإجتماعي منذ أن كنت في 15 من عمري، حيث انعزلت عن أصدقائي فجأة وبدون سبب وصرت ملازما للبيت، ولم أعد أخرج إلا للضرورة، وبقيت هكذا إلى أن وصلت إلى 21 سنة الآن.
كل ما كنت أفعله في الفترة ما بين 15 و 21 سنة هو الذهاب إلى الدراسة، والخروج إلى التسوق في حال طلبت مني أمي ذلك، وأيضا في مرات نادرة أخرج لألتقي بصديق لي لا زلت محافظا على التواصل معه، وأخرج أيضا في حال أرسلني والدي لأقضي غرضا ما، كأن أذهب لدفع الفواتير الشهرية وأشياء من هذا القبيل.
نعم، أستطيع الخروج والتحدث مع الناس لكن ينتابني شعور سيء بعد نهاية اللقاء، وأبدأ في جلد الذات والتفكير في الطريقة التي كنت أظهر بها أمام الآخرين.
أستطيع أن أجلس مع العائلة وأن آكل في الشارع وأن أستقبل الضيوف، لكن كل ذلك سيكون قاسيا جدا على نفسي، ولن أقوم به من تلقاء نفسي بل للضرورة فقط، فمثلا قبل الإقبال على أي شيء مما ذكرت لكم أشعر بقلق وأبدأ في تصور أمور سلبية ولا أشعر بالراحة أبدا، وبعد نهاية الموقف أبدأ في التفكير وأعتقد أنني لم أظهر بشكل لائق وأن تصرفاتي كانت غبية، ولو مرت شهور وتذكرت الموقف أشعر بنفس الشعور الذي كان ينتابني في الأول.
أود أن آخذ دواء Deroxat، وأود منكم الآتي: كيف أستخدم هذا الدواء في حالتي؟ وهل جرعة 20 ملغ كافية؟ أتمنى أن تكون الجرعة كافية لأنها لن تكلفني كثيرا من الناحية المادية، أما إن كان من الضروري أن آخذ مثلا حبتين في اليوم الواحد فقط أي 40 ملغ، فذلك سيكون مكلفا وقاسيا من الناحية المادية، لأنني سأضطر لشراء علب دواء أكثر، وما تقييمكم لدرجة الرهاب الاجتماعي الذي أعاني منه؟
جزاكم الله خيرا.