السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 24 سنة، أعاني منذ 9 سنوات من حالة غريبة في تعاملي مع الآخرين، حيث أركز على شفايف أي شخص يتكلم معي، ولا أندمج معه في الكلام، ويبقي كل تركيزي على حركة الشفايف، بدون الإحساس أو الانتباه لما يقوله الشخص.

تطورت هذه الحالة، وأصبحت لا أركز مع أي شخص يتحدث معي، وعندما أحاول التركيز أشعر بفك أسناني يؤلمني، وكأني أريد التحدث ولا أستطيع، وأشعر بصداع وتوتر شديد، ويكون في داخلي شعور بأني سأتلعثم في كلامي، وأني لا أستطيع التحدث مع أي شخص.

حاولت أن أتغلب علي هذه الحالة، وعدت لطبيعتي لسنوات، ولكنها عادت لي مرة أخرى.

وأشعر دائما بأني منفصلة عن الواقع، وعدم الإحساس بأية سعادة في حياتي، وأشعر دائما بأني أحلم ولا أشعر بما يحدث حولي، وعندما أتحدث أشعر بأني لست أنا من يتحدث، هذه الحالة تزداد معي عندما أكون في تجمعات أو ازدحام أو عندما أقابل غرباء، أرجو من سيادتكم أن تفيدوني.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rodina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لعلَّ التركيز في شفاهِ الناس هو نوع من أنواع الوسواس القهري الاضطراري، إذ يقوم الإنسان (أحيانًا) بفعل أشياء متكررة ولا يستطيع تركها، وإذا حاول تركها يحصل له توتر وقلق، هذا من ناحية.

أما من ناحية أخرى فعندك أيضًا أعراض رهاب اجتماعي واضحة، وأيضًا أعراض قلق، مثل الانفصال عن الواقع، وبعض أعراض الاكتئاب - أختي الكريمة - ولعلَّ بوجود هذه الأعراض المختلفة يتطلب الأمر نوعًا من التقييم الدقيق لحالتك، وهذا لا يتأتَّى إلَّا بمقابلة طبيب نفسي وأخذ تاريخ مرضي مفصّل، وعمل فحص للحالة العقلية قبل الوصول إلى تشخيص مناسب لحالتك، وبعد الوصول إلى التشخيص المناسب يمكن وضع الخطة العلاجية المناسبة التي قد تكون في علاج دوائي أو علاج نفسي، أو الاثنين معًا.

وفقك الله وسدد خطاك.