السؤال
السلام عليكم.
هل لو خلعت الحجاب وأبي غير راض، وقد حاول اقناعي بالتزام الحجاب، لكنني غير مقتنعة، فهل يتحمل والدي الذنب إذا خلعته؟
السلام عليكم.
هل لو خلعت الحجاب وأبي غير راض، وقد حاول اقناعي بالتزام الحجاب، لكنني غير مقتنعة، فهل يتحمل والدي الذنب إذا خلعته؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يعينك على طاعة ربك، ثم إرضاء والدك، وأن يرفع قدرك ويحفظك ويسدد خطاك.
لا يخفى على أحد أن الذي شرع الحجاب هو الخالق سبحانه، فقال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}، يعرفن بأنهن العفيفات الطاهرات الراغبات في الستر.
وهذه قصة فتاة يهودية تعرض لها مجموعة من زملائها وتحرشوا بها، فقررت أن تحلق شعرها كاملا حتى تبدو كالشباب الذكور، فازدادوا عليها جرأة وتسلطا، فقررت أن تلبس الحجاب، فلما مرت بهم أفسحوا لها الطريق وأظهروا لها الاحترام، فأعلنت دخولها في دين الإسلام الذي يصون المرأة من الأعين، ويحميها من النفوس المريض.
يا بنيتي! الفرق كبير بين الحلوى المغطاة وبين تلك المكشوفة، والإسلام أراد أن يحفظ الجوهرة، فوضع الحدود والقواعد والضوابط التي تحقق ذلك ومنها الحجاب؛ فتوجهي بالشكر لله الذي رزقك بوالد حريص على صيانتك والمحافظة عليك، وننصحك بطاعة الوالد وتنفيذ رغباته، لأنها مطابقة لما أمر به الله تعالى، واعلمي أن الحجاب شريعة الله في كافة الأديان السماوية، فلا تغتري بتحريف الجهلاء لما أنزل الله في الكتب السماوية.
ونحن نشكرك على التواصل مع الموقع، ونتمنى معرفة سبب رغبتك في خلع الحجاب، حتى نتحاور معا حول القضية بالطريقة المنطقية والعقلانية ونصل جميعا إلى ما يحبه الله ويرضاه، ويكون ذلك في صالحك -إن شاء الله- وتكونين من بعده المسلمة التي تؤثر ولا تتأثر وتقود ولا تقاد؛ لأنها تنطلق من الثوابت والمبادئ الشرعية والقيم.
وعلينا جميعا أن نتذكر أن الحجاب ليس قطعة قماش، ولكنه جزء من أحكام ديننا الذي قال عنه ربنا: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا}.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونؤكد لك أن الوالد مأجور على حرصه على حجابك، وأنت تؤجرين مرتين: بطاعتك لربك، ثم تنفيذك رغبة والدك، وذاك باب من أبواب البر بالوالدين، ونسأل الله أن يعينك على الستر والحجاب، وأن يلهمك الحق والصواب.